يكون العالم السفلى خالصا لاهرمن سبعة آلاف سنة ثم يخلى العالم ويسلمه إلى النور والذين كانوا في الدنيا قبل الصلح أبادهم وأهلكهم ثم بدأ برجل يقال له كيومرث وحيوان يقال له ثور فقتلهما فنبت من مسقط ذلك الرجل ريباس وخرج من أصل ريباس رجل يسمى ميشه وامرأة تسمى ميشانة وهما أبو البشر ونبت من مسقط الثور الانعام وسائر الحيوانات وزعموا ان النور خير الناس وهم أرواح بلا أجساد بين ان يرفعهم عن مواضع اهرمن وبين ان يلبسهم الأجساد فيحاربون اهرمن فاختاروا لبس الأجساد ومحاربة اهرمن على ان تكون لهم النصرة من عند النور والظفر بجنود اهرمن وحسن العاقبة وعند الظفر به اهلاك جنوده تكون القيامة فذاك سبب الامتزاج وهذا سبب الخلاص 2 - الزروانية قالوا ان النور ابدع اشخاصا من نور كلها روحانية نورانية ربانية ولكن الشخص الأعظم الذي اسمه زروان شك في شيء من الأشياء فحدث اهرمن الشيطان يعنى إبليس من ذلك الشك وقال بعضهم لا بل ان زروان الكبير قام فزمزم تسعة آلاف وتسعمائة وتسعا وتسعين سنة ليكون له ابن فلم يكن ثم حدث نفسه وفكر وقال لعل هذا العلم ليس بشيء فحدث اهرمن من ذلك الهم الواحد وحدث هرمز من ذلك العلم فكانا جميعا في بطن واحد وكان هرمز أقرب من باب الخروج فاحتال اهرمن الشيطان حتى شق بطن أمه فخرج قبله واخذ الدنيا وقيل انه لما مثل بين يدي زروان فأبصر ورأى ما فيه الخبث والشرارة والفساد ابغضه ولعنه وطرده فمضى واستولى على الدنيا واما هرمز فبقى زمانا لا يد له
(٢٣٤)