1 - العنانية نسبوا إلى رجل يقال له عنان بن داود رأس جالوت يخالفون سائر اليهود في السبت والأعياد وينهون عن اكل الطير والظباء والسمك والجراد ويذبحون الحيوان على القفا ويصدقون عيسى عليه السلام في مواعظه واشاراته ويقولون انه لم يخالف التوراة البتة بل قررها ودعا الناس إليها وهو من بني إسرائيل المتعبدين بالتوراة ومن المستجبين لموسى عليه السلام الا انهم لا يقولون بنبوته ورسالته ومن هؤلاء من يقول ان عبسى عليه السلام لم يدع انه نبي مرسل وليس من بني إسرائيل وليس هو صاحب شريعة ناسخة لشريعة موسى عليه السلام بل هو من أولياء الله المخلصين العارفين باحكام التوراة وليس الإنجيل كتابا انزل عليه وحيا من الله تعالى بل هو جمع أحواله من مبدئه إلى كماله وإنما جمعه أربعة من أصحابه الحواريين فكيف يكون كتابا منزلا قالوا واليهود ظلموه حيث كذبوه أولا ولم يعرفوا بعد دعواه وقتلوه اخرا ولم يعلموا بعد محله ومغزاه وقد ورد في التوراة ذكر المشيحا في مواضع كثيرة وذلك هو المسيح ولكن لم ترد له النبوة ولا الشريعة الناسخة وورد فارقليط وهو الرجل العالم وكذلك ورد ذكره في الإنجيل فوجب حمله على ما وجد وعلى من ادعى غير ذلك تحقيقه وحده 2 - العيسوية نسبوا إلى أبي عيسى اسحق بن يعقوب الاصفهاني وقيل ان اسمه عوفيد الوهيم أي عابد الله كان في زمن المنصور وابتدأ دعوته في زمن اخر ملوك بني أمية مروان بن محمد الحمار فاتبعه بشر كثير من اليهود وادعوا له آيات ومعجزات
(٢١٥)