الباب الثاني أهل الكتاب الخارجون عن الملة الحنيفية والشريعة الاسلامية ممن يقول بشريعة واحكام وحدود واعلام وهم قد انقسموا إلى من له كتاب محقق مثل التوراة والإنجيل وعن هذا يخاطبهم التنزيل باهل الكتاب وإلى من له شبهة كتاب مثل المجوس والمانوية فان الصحف التي أنزلت على إبراهيم عليه السلام قد رفعت إلى السماء لاحداث أحدثها المجوس ولهذا يجوز عقد العهد والذمام معهم وينحى بهم نحو اليهود والنصارى إذ هم من أهل الكتاب ولكن لا يجوز مناكحتهم ولا اكل ذبائحهم فان الكتاب قد رفع عنهم فنحن نقدم ذكر أهل الكتاب لتقدمهم بالكتاب ونؤخر ذكر من له شبهة كتاب أهل الكتاب والأميون الفرقتان المتقابلتان قبل المبعث هم أهل الكتاب والأميون والامى من لا يعرف الكتابة وكانت اليهود والنصارى بالمدينة والأميون بمكة وأهل الكتاب كانوا ينصرون دين الأسباط ويذهبون مذهب بني إسرائيل والأميون كانوا ينصرون دين القبائل ويذهبون مذهب بنى إسماعيل ولما انشعب النور الوارد من ادم عليه السلام إلى إبراهيم عليه السلام ثم الصادر عنه إلى شعبتين شعبة
(٢٠٨)