وفاتحة إنجيل يوحنا على القديم الأزلي كانت الكلمة وهو ذا الكلمة كانت عند الله والله هو كان الكلمة وكل كان بيده ثم افترقت النصارى اثنتين وسبعين فرقة وكبار فرقهم ثلاثة الملكانية والنسطورية واليعقوبية وانشعبت منها الاليانية والبليارسية والمقدانوسية والسبالية والبوطينوسية والبولية إلى سائر الفرق 1 - الملكانية أصحاب ملكا الذي ظهر بأرض الروم واستولى عليها ومعظم الروم ملكانية قالوا ان الكلمة اتحدت بجسد المسيح وتدرعت بناسوته ويعنون بالكلمة أقنوم العلم ويعنون بروح القدس أقنوم الحياة ولا يسمون العلم قبل تدرعه ابنا بل المسيح مع ما تدرع به ابن فقال بعضهم ان الكلمة مازجت جسد المسيح كما يمازج الخمر أو الماء اللبن وصرحت الملكانية ان الجوهر غير الافانيم وذلك كالموصوف والصفة وعن هذا صرحوا باثبات التثليث واخبر عنهم القرآن * (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) * وقالت الملكانية ان المسيح ناسوت كلي لا جزئي وهو قديم أزلي من قديم أزلي وقد ولدت مريم عليها السلام الها أزليا والقتل والصلب وقع على الناسوت واللاهوت معا واطلقوا لفظ الأبوة والنبوة على الله عز وجل وعلى المسيح لما وجدوا في الإنجيل حيث قال انك أنت الابن الوحيد وحيث قال له شمعون الصفا انك ابن الله حقا لعل ذلك من مجاز اللغة كما يقال لطلاب الدنيا أبناء الدنيا ولطلاب الآخرة أبناء الآخرة وقد قال المسيح عليه السلام للحواريين انا أقول لكم أحبوا أعداءكم
(٢٢٢)