وكم قد ساهلت القوم في الاحتياج وقلت اين المحتاج اليه واي شيءيقرره لي في الإلهيات وماذا يرسم لي في المعقولات إذ المعلم لا يعني لعينه وانما يعني ليعلم وقد سددتم باب العلم وفتحتم باب التسليم والتقليد وليس يرضى عاقل بان يعتقد مذهبا على غير بصيرة وان يسلك طريقا من غير بينة وان كانت مبادئ الكلام تحكيمات وعواقبها تسليمات * (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) * الفصل السابع أهل الفروع المختلفون في الاحكام الشرعية والمسائل الاجتهادية (ا) اعلم ان أصول الاجتهاد وأركانه أربعة الكتاب والسنة والاجماع والقياس وربما تعود إلى اثنين وانما تلقوا صحة هذه الأركان وانحصارها من اجماع الصحابة رضي الله عنهم وتلقوا أصل الاجتهاد والقياس وجوازه منهم أيضا فان العلم قد حصل بالتواتر انهم إذا وقعت لهم حادثة شرعية من حلال أو حرام فزعوا إلى الاجتهاد وابتدءوا بكتاب الله تعالى فان وجدوا فيه نصا أو ظاهرا فزعوا إلى السنة فان روي لهم في ذلك خبر اخذوا به ونزلوا على حكمه وان لم يجدوا الخبر فزعوا إلى الاجتهاد فكانت أركان الاجتهاد عندهم اثنين أو ثلاثة
(١٩٨)