يخلف الوعد لأنه لا يليق بالكريم ولكن يخلف الوعيد فلا يعذب العصاة ويرجع الخلق إلى سرور وسعادة ونعيم وعمم هذا الكل إذ العقاب الأبدي لا يليق بالجواد الحق تعالى 2 - النسطورية أصحاب نسطور الحكيم الذي ظهر في زمان المأمون وتصرف في الأناجيل بحكم رأيه واضافته إليهم إضافة المعتزلة إلى هذه الشريعة قال ان الله تعالى واحد ذو أقانيم ثلاثة الوجود والعلم والحياة وهذه الأقاليم ليست زائدة على الذات ولا هي هو واتحدت الكلمة بجسد عيسى عليه السلام لا على طريق الامتزاج كما قالت الملكانية ولا على طريق الظهور به كما قالت اليعقوبية ولكن كاشراق الشمس في كوة على بلورة وكظهور النقش في الشمع إذا طبع بالخاتم وأشبه المذاهب بمذهب نسطور في الأقانيم أحوال أبى هاشم من المعتزلة فإنه يثبت خواص مختلفة لشئ واحد ويعنى بقوله واحد يعنى الاله قال هو واحد بالجوهر اى ليس هو مركبا من جنسين بل هو بسيط وواحد ويعنى بالحياة والعلم اقنومين جوهرين اى أصلين مبدأين للعالم ثم فسر العلم بالنطق والكلمة ويرجع منتهى كلامه إلى اثبات كونه تعالى موجودا حيا ناطقا كما تقول الفلاسفة في حد الانسان الا ان هذه المعاني تتغاير في الانسان لكونه جوهرا مركبا وهو جوهر بسيط غير مركب وبعضهم يثبت لله تعالى صفات اخر بمنزله القدرة والإرادة ونحوهما ولم يجعلوها أقانيم كما جعلوا الحياة والعلم اقنومين ومنهم من اطلق القول بان كل واحد من الأقانيم الثلاثة حي ناطق اله وزعم الباقون ان اسم الاله لا يطلق على كل واحد من الأقانيم وزعموا ان الابن لم يزل متولدا من الأب وانما تجسد واتحد بجسد المسيح حين ولد
(٢٢٤)