شيئا من المخلوقات ولا يشبه شيء منها وان المراد بهذه الكلمات الواردة في التوراة ذلك الملك العظيم وهذا كما يحمل في القرآن المجيء والاتيان على اتيان ملك من الملائكة وهو كما قال تعالى في حق مريم عليها السلام * (فنفخنا فيها من روحنا) * وفي موضع اخر * (فنفخنا فيه من روحنا) * وانما النافخ جبريل عليه السلام حين تمثل لها بشرا سويا ليهب لها غلاما زكيا 4 - السامرة هؤلاء قوم يسكنون جبال بيت المقدس وقرايا من اعمال مصر ويتقشفون في الطهارة أكثر من تقشف سائر اليهود اثبتوا نبوة موسى وهارون ويوشع بن نون عليهم السلام وانكروا نبوة من بعدهم من الأنبياء الا نبيا واحدا وقالوا التوراة ما بشرت الا بنبي واحد يأتي من بعد موسى يصدق ما بين يديه من التوراة ويحكم بحكمها ولا يخالفها البتة وظهر في السامرة رجل يقال له الألفان ادعى النبوة وزعم انه هو الذي بشر به موسى عليه السلام وانه هو الكوكب الدري الذي ورد في التوراة انه يضيء ضوء القمر وكان ظهوره قبل المسيح عليه السلام بقريب من مائة سنه وافترقت السامرة إلى دوستانية وهم الالفانية والى كوستانية والدوستانية معناها الفرقة المتفرقة الكاذبة والكوستانية معناها الجماعة الصادقة وهم يقرون بالآخرة
(٢١٨)