فوثب وثبة فصار في سلطان الله في النور وادخل معه هذه الآفات والشرور فخلق الله تعالى هذا العالم شبكة فوقع فيها وصار متعلقا بها لا يمكنه الرجوع إلى سلطانه فهو محبوس في هذا العالم مضطرب في الحبس يرمى بالآفات والمحن والفتن إلى خلق الله تعالى فمن أحياه الله رماه بالموت ومن اصحه رماه بالسقم ومن سره رماه بالحزن فلا يزال كذلك إلى يوم القيامة وفي كل يوم ينقص سلطانه حتى لا تبقى له قوة فإذا كانت القيامة ذهب سلطانه وخمدت نيرانه وزالت قوته واضمحلت قدرته فيطرحه في الجو والجو ظلمة ليس لها حد ولا منتهى ثم يجمع الله تعالى أهل الأديان فيحاسبهم ويجازيهم على طاعة الشيطان وعصيانه واما المسخية فقالت ان النور كان وحده نورا محضا ثم انمسخ بعضه فصار ظلمة وكذلك الخرمدينية قالوا بأصلين ولهم ميل إلى التناسخ والحلول وهم لا يقولون بأحكام وحلال وحرام ولقد كان في كل أمة من الأمم قوم مثل الإباحية والمزدكية والزنادقة والقرامطة كان تشويش ذلك الدين منهم وفتنة الناس مقصورة عليهم 3 - الزردشتية أولئك أصحاب زردشت بن يورشب الذي ظهر في زمان كشتاسب بن لهراسب الملك وأبوه كان من آذربيجان وأمه من الري واسمها دغدوية وزعموا ان لهم أنبياء وملوكا أولهم كيومرث وكان أول من ملك الأرض وكان مقامه بإصطخر وبعده اوشنهك بن فراوك ونزل ارض الهند وكانت له دعوة ثمة وبعده طمهودت وظهرت الصابئة في أول سنة من ملكه وبعده اخوه جم الملك ثم بعده أنبياء وملوك منهم منوجهر ونزل بابل واقام بها وزعموا ان موسى
(٢٣٦)