واما الاختلافات في الأصول فحدثت في اخر أيام الصحابة بدعة معبد الجهني وغيلان الدمشقي ويونس الأسواري في القول بالقدر وانكار إضافة الخير والشر إلى القدر ونسج على منوالهم واصل بن عطاء الغزال وكان تلميذ الحسن البصري وتلمذ له عمرو بن عبيد وزاد عليه في مسائل القدر وكان عمرو من دعاة يزيد الناقص أيام بنى أمية ثم والى المنصور وقال بإمامته ومدحه المنصور يوما فقال نثرت الحب للناس فلقطوا غير عمرو بن عبيد والوعيديه من الخوارج والمرجئة من الجبرية والقدرية ابتدءوا بدعتهم في زمان الحسن واعتزل واصل عنهم وعن أستاذه بالقول منه بالمنزلة بين المنزلتين فسمى هو وأصحابه معتزلة وقد تلمذ له زيد بن على واخذ الأصول فلذلك صارت الزيدية كلهم معتزلة ومن رفض زيد بن على لأنه خالف مذهب ابائه في الأصول وفى التبري والتولى وهم أهل الكوفة وكانوا جماعة سموا رافضة ثم طالع بعد ذلك شيوخ المعتزلة كتب الفلاسفة حين نشرت أيام المأمون فخلطت مناهجها بمناهج الكلام وافردتها فنا من فنون العلم وسمتها باسم الكلام اما لان اظهر مسالة تكلموا فيها وتقاتلوا عليها هي مسالة الكلام فسمى النوع باسمها واما لمقابلتهم الفلاسفة في تسميتهم فنا من فنون علمهم بالمنطق والمنطق والكلام مترادفان وكان أبو الهذيل العلاف شيخهم الأكبر وافق الفلاسفة في ان الباري تعالى عالم بعلم وعلمه ذاته وكذلك قادر بقدرة وقدرته ذاته وابدع بدعا في الكلام والإرادة وافعال العباد والقول بالقدر والآجال والأرزاق كما سيأتي في حكاية مذهبه وجرت بينه وبين هشام بن الحكم مناظرات في احكام التشبيه وأبو يعقوب الشحام والادمى صاحبا أبى الهذيل وافقاه في ذلك كله
(٣٠)