ثم إبراهيم بن سيار النظام في أيام المعتصم كان غلا في تقرير مذاهب الفلاسفة وانفرد عن السلف ببدع في القدر والرفض وعن أصحابه بمسائل نذكرها ومن أصحابه محمد بن شبيب وأبو شمر وموسى بن عمران والفضل الحدثى واحمد بن خابط ووافقه الاسوارى في جيع ما ذهب اليه من البدع وكذلك الاسكافية أصحاب أبى جعفر الإسكافي والجعفرية أصحاب الجعفر بن جعفر بن مبشر وجعفر بن حرب ثم ظهرت بدع بشر بن المعتمر من القول بالتولد والافراط فيه والميل إلى الطبيعيين من الفلاسفة والقول بان الله تعالى قادرعلى تعذيب الطفال وإذ فعل ذلك فهو ظالم إلى غير ذلك مما تفرد به عن أصحابه وتلمذ له أبو موسى المردار راهب المعتزلة وانفرد عنه بابطال اعجاز القران من جهة الفصاحة والبلاغة وفى أيامه جرت أكثر التشديدات على السلف لقولهم بقدم القران وتلمذ له الجعفران وأبو زفر ومحمد بن سويد صاحبا المردار وأبو جعفر الإسكافي وعيسى بن الهيثم صاحبا جعفر بن حرب الأشج وممن بالغ في القول بالقدر هشام بن عمرو الفوطي والأصم من أصحابه وقدحا في امامة على لرضى الله عنه بقولهما ان الإمامة لا تنعقد الا باجماع الأمة عن بكرة أبيهم والفوطى والأصم اتفقا على ان الله تعالى يستحيل ان يكون عالما بالأشياء قبل كونها ومنعا كون المعدوم شيئا وأبو الحسين الخياط واحمد بن على الشطوى صحبا عيسى الصوفي ثم لزما ابا مجالد وتلمذ الكعبي لأبي الحسين الخياط ومذهبه بعينه مذهبه واما معمر بن عباد السلمى وثمامة بن أشرس النميري وأبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ فكانوا في زمان واحد متقاربين في الرأي والاعتقاد منفردين عن أصحابهم بمسائل في موضعها نذكرها والمتأخرون منهم أبو على الجبائي وابنه أبو هاشم والقاضي عبد الجبار
(٣١)