شيء) * وقولهم * (لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا) * وقولهم * (لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا) * فهل ذلك إلا تصريح بالقدر وقول طائفة من المشركين * (لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء) * وقول طائفة * (أنطعم من لو يشاء الله أطعمه) * فهل هذا إلا تصريح بالجبر واعتبر حال طائفة أخرى حيث جادلوا في ذات الله تفكرا في جلاله وتصرفا في أفعاله حتى منعهم وخوفهم بقوله تعالى * (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال) * فهذا ما كان في زمانه عليه الصلاة والسلام وهو على شوكته وقوته وصحة بدنه والمنافقون يخادعون فيظهرون الإسلام ويبطنون الكفر وإنما يظهر نفاقهم بالاعتراض في كل وقت على حركاته وسكناته فصارت الاعتراضات كالبذور وظهرت منها الشبهات كالزروع وأما الاختلافات الواقعة في حال مرضه عليه الصلاة والسلام وبعد وفاته بين الصحابة رضى الله عنهم فهي اختلافات اجتهادية كما قيل كان غرضهم منها إقامة مراسم الشرع وإدامة مناهج الدين فأول تنازع وقع في مرضه عليه الصلاة والسلام فيما رواه الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري بإسناده عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه قال أئتوني بدواة وقرطاس أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي فقال عمر رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع حسبنا كتاب الله وكثر اللغط فقال النبي صلى الله عليه وسلم قوموا عني لا ينبغي عندي التازع قال ابن عباس الرزية كل الرزية ما حال بيننا وبين كتاب رسول الله صلى عليه وسلم
(٢٢)