الاجتهاد وكذلك المجتهد نفسه متى يعرف انه قد استكمل شرائط الاجتهاد ففيه نظر ومن أصحاب الظاهر مثل داود الاصفهاني وغيره من لم يجوز القياس والاجتهاد في الاحكام وقال الأصول هي الكتاب والسنة والاجماع فقط ومنع ان يكون القياس أصلا من الأصول وقال ان أول من قاس إبليس وظن ان القياس امر خارج عن مضمون الكتاب والسنة ولم يدر انه طلب حكم الشرع من مناهج الشرع ولم تنضبط قط شريعة من الشرائع الا باقتران الاجتهاد بها لأن من ضرورة الانتشار في العالم الحكم بان الاجتهاد معتبر وقد رأينا الصحابة رضي الله عنهم كيف اجتهدوا وكم قاسوا خصوصا في مسائل المواريث من توريث الاخوة مع الجد وكيفية توريث الكلالة وذلك مما لا يخفى على المتدبر لأحوالهم 3 - أصناف المجتهدين ثم المجتهدون من أئمة الأمة محصورون في صنفين لا يعدوان إلى ثالث أصحاب الحديث وأصحاب الرأي أصحاب الحديث وهم أهل الحجاز هم أصحاب مالك بن انس وأصحاب محمد بن إدريس الشافعي وأصحاب سفيان الثوري وأصحاب احمد بن حنبل وأصحاب داود بن علي بن محمد الاصفهاني وانما سموا أصحاب الحديث لأن عنايتهم بتحصيل الأحاديث ونقل الاخبار وبناء الاحكام على النصوص ولا يرجعون إلى القياس الجلي والخفي ما وجدوا خبرا أو اثرا
(٢٠٦)