بصورة جماعية. فقد قال حيي بن أخطب لزعيم يهود بني قريظة كعب بن أسد: جئت بعز الدهر جئتك بقريش وغطفان قد أنزلتهم بجانب أحد قد عاهدوني وعاقدوني أن لا يبرحوا حتى يستأصلوا محمدا ومن معه، فقال له كعب: جئتني والله بذل الدهر وكل ما يخشى، فإني لم أر في محمد إلا صدقا ووفاء (1).
وذكر البخاري اتفاق النبي (صلى الله عليه وآله) معهم في صحيحه: أعطى النبي (صلى الله عليه وآله) خيبر إلى اليهود أن يعملوها ويزرعوها ولهم شطر ما يخرج منها (2).
وحدث سعد بن حزام بن محيصة عن أبيه: " فخرجنا حتى قدمنا على خيبر فقدمنا على قوم بأيديهم الأرض والنخل ليس كما كانت قد دفعها رسول الله (صلى الله عليه وآله) إليهم على النصف (3). ولو كان عند النبي (صلى الله عليه وآله) نية ورغبة لإخراج اليهود من جزيرة العرب لأخرجهم في ذلك الوقت ولم يصبر دون هدفه. ولم يخبرهم بشئ من ذلك.
وذكر الطبري أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد خرج إلى خيبر في شهر المحرم في السنة السابعة الهجرية واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري (4). فهل من المعقول أن يترك النبي (صلى الله عليه وآله) اليهود في الجزيرة في سني 7 و 8 و 9 و 10 و 11 هجرية ولم يمض في تصميمه؟
ولماذا لم يخبر باقي المسلمين بهدفه المذكور؟ ولماذا لم يحدد النبي (صلى الله عليه وآله) سنة الجلاء؟ وهل من المعقول أن يترك أبو بكر استراتيجية النبي (صلى الله عليه وآله) في إخراج اليهود في سني 11 و 12 و 13 هجرية ولا يذكرها ذكرا! وهل يصدق أن عمر أيضا لم يلب طلب النبي (صلى الله عليه وآله) في سني 13 و 14 و 15 و 16 و 17 و 18 و 19 هجرية وتركه دون تنفيذ؟! إذن لا يمكن تصديق حديث لم يسمعه الصحابة، ولم ينفذه النبي (صلى الله عليه وآله)