الأمة حتى إذا أخذوا بزمام الأمر أزادوا في الطنبور نغمات بإقصاء أولي الأمر بإقصاء السابقين الأولين ذوي العلم والتقوى، الطاهرين الأزكياء المجاهدين الأبرار أخي رسول الله وعترته وصحابته الأوفياء، مستبدلين الأشرار والمنافقين من الطلقاء الذين دخلوا الإسلام كرها الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الشرك والكفر، ماكرين مخادعين.
ولم يكتفوا بهذه، بل جاوزها بغصب حقوقهم الخاصة مخالفين بها نصوص القرآن من سلب فدك والكذب على رسول الله ومنع الخمس عن ذويه، والغارات والقتل والفتك بالمسلمين بيد أشرار الأمة، ومنع تدوين السنة والاستبداد المطلق بالأمة، وإبادة معارف العالم وحجر العلماء، وكم الأفواه، وسلب الحريات تحت كاهل الجيوش بقيادة أمثال من ماثلهم بالغصب والمنكرات كعمرو بن العاص ابن النابغة، وأبناء آكلة الأكباد، وسعد بن أبي وقاص الذي ظهرت حقيقته للأمة يوم بايع عثمان، وكنز الذهب والفضة هو وصهره عبد الرحمن بن عوف، وقادوا الأمة من السقيفة التي دبرها عمر لأبي بكر، واستبداد عمر بالأمة دون مشورتها، وعهده لعمر واستبداد عمر بالأمة دون مشورة، وقيامه بفتنة الشورى التي ما هي إلا كنص وعهد مكتوب من عمر إلى عثمان.
أما معاوية فأضاف لها خلق مناوئين جدد للإسلام وأئمته المهضومين وبعد ماذا؟ وبعدها كنص مكتوب لكي تعود إلى أبناء الطلقاء من آل أمية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ولاة عمر وتلامذته وأعوانه الذين أشاد بهم ملكه وأعانوه على سطوته واستبداده وأثابهم بالملك بعد أن اعترف بفضل علي (عليه السلام) وآل البيت، عالما بالظلم والظليمة، متعمدا بالقسر والجريمة، فأثابوه كما شاء ودبره، وعلم الحق وأنكره، بذر بذور الفساد فأتت أكلها في البلاد على يد أعادوا بها