محاكمات الخلفاء وأتباعهم - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٦٩
5 - تخلف أبو بكر عن جيش أسامة بعد أن أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بإنفاذه، ولم يكن له عذر، وقد سبب هو وعمر وأبو عبيدة بتخلفهم هذا تضعضع الجيش، وظل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصر ويصر وهم يتخلفون حتى قال (صلى الله عليه وآله): " انفذوا جيش أسامة لعن الله من تخلف عن جيش أسامة " ثلاثا.
نعم كان أسامة بن زيد دون العشرين وتحت قيادته المهاجرين ومنهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة الجراح، ولم يبق معه في المدينة سوى علي (عليه السلام) وقلة من بني هاشم، وحاول أبو بكر وعصبته عمر وأبو عبيدة ومن دخل في حزبهم من الرجال مخالفين لأمر الرسالة، ومن النساء عائشة وحفصة، ومن لف لفهن من النساء ويحرضنهم على البقاء وعدم تنفيذ أمر الحملة حتى شملهم اللعن.
وقد أيد ذلك أبو بكر نفسه في مرض موته على فراش الموت، وكرر أسفه على تخلفه عن جيش أسامة.
ولكن هيهات حتى لو نفذه لشملته آية الفرار كما شملته من قبل (1) وقد وجدناه مصرا على غصبه حتى عهد بها لعمر وهي أعظم من التخلف الذي أظهر أسفه فيه.
وهنا في قضية التخلف عن جيش أسامة أوجه نظر القارئ الكريم إلى موسوعتنا الجزء الثالث موضوع علم أبي بكر، وموضوع درجة ثقة رسول

(1) طالع موسوعتنا الجزء الثالث موضوع سرية أسامة لترى تخلف القوم رغم تحريض رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى كرر مرات ومرات أمره بإنفاذ جيش أسامة ولعن المتخلفين عنه. أجمع على ذلك أهل السير والأخبار كطبقات ابن سعد، وتاريخ الطبري، وابن الأثير، والسيرة الحلبية، والسيرة الدحلانية، والملل والنحل للشهرستاني وقال الحلبي في سيرته: إن سن أسامة آنذاك كان في السابعة عشرة وهو أمير المهاجرين والأنصار، وتحت قيادته أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وطلحة والزبير وأضرابهم فماذا أراد بذلك الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) إلا ليظهر مقام هؤلاء المتخاصمين بعد موته بالنسبة لعلي (عليه السلام) الذي استبقاه عنده. ولم يهتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بسرية كاهتمامه بمثل هذه السرية حتى بلغ به أن يصعد المنبر ويلعن المتخلفين.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست