محاكمات الخلفاء وأتباعهم - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٤٠
وطهرهم تطهيرا.
وهناك محاورة أخرى (1) جرت بن عمر وابن عباس أثبت بها ابن عباس غصبهم الخلافة من علي (عليه السلام).
6 - إدباره في الحروب:
تصفح الحروب والغزوات في عهد الرسول (صلى الله عليه وآله) جميعا فلا ترى ولا في واحدة لعمر ما يدل على شجاعة بدنية أو أدبية، كالأبطال المجاهدين أمثال علي (عليه السلام) والزبير ونظائرهما أو أمثال سلمان الفارسي الذي أشار على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحفر الخندق.
بل نراه يغيض رسول الله (صلى الله عليه وآله) باعتراضاته وشكوكه، ونرى في فتح خيبر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يمنحه قيادة الحملة في اليوم الثاني، بعدما أدبر في اليوم الأول قائد الحملة صاحبه أبو بكر، وإذا بعمر هو الثاني يدبر فارا، فكان محلا لغضب الله ورسوله (صلى الله عليه وآله)، ظهرت على كلام صاحب الرسالة حين قال متأثرا منهما ومن فرارهما المخزي، وربما كانت هذه أول تجربة وآخرها مع أبي بكر وعمر، إذا أبدا عدم كفاءتهما لأي قيادة.
حتى نراه (صلى الله عليه وآله) دائما لا يعير لهما مقاما في الرأي ولا مسندا في الحملات، فنرى عمر دائما جنديا تابعا لغيره، ومنها في حملات أعطيت إمارتها إلى عمرو بن العاص، وبالتالي تلك الحملة النهائية التي سيأتي ذكرها وهي سرية أسامة، ذلك

(1) راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3: 105: قال عمر: يا ابن عباس. ما أرى صاحبك إلا مظلوما. فقلت: يا أمير المؤمنين فاردد إليه ظلامته. قال: فانتزع يده من يدي ومضى يهمهم ساعة ثم وقف فلحقته. فقال: يا ابن عباس، ما أظنهم منعهم عنه إلا أنه استصغره قومه، فقلت له: والله ما استصغره الله ورسوله حين أمراه أن يأخذ براءة من صاحبك. قال: فأعرض عني وأسرع، فرجعت عنه.
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست