بالضعفاء والتعصبات والمنابزات والنعرات بين الأفراد والقبائل والمدن والعناصر والأجناس والألوان واللغات والمظالم، واستباحة المنكرات، والاعتداء على النفوس وعلى الأموال وعلى الأعراض. والمشاحنات والخصومات، والمجاعات، وعبادة الأوثان، وتعدد الأرباب، وتشتت الآراء، ونكال المتنفذين بالمستضعفين (1) لشن الغارات والأحقاد والضغائن والثارات.
ثم تعال معي إلى سيرة محمد (صلى الله عليه وآله) قبل البعثة وبعدها، وكيف قضى على كل المعايب بالكتاب والسنة والسيرة النبوية هو وأهله وصحابته الأتقياء.
ووحدته في عبادة الله وحده، ومساواته البشر في الحقوق والامتيازات قال (صلى الله عليه وآله): " كلكم من آدم وآدم من تراب " وقال تعالى في سورة الحجرات، الآية (13): * (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) * ومنعه المنابزات وجمعهم تحت لواء الأخوة، قوله تعالى في سورة الحجرات الآية (10): * (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم) *.
والآية (11) منها: * (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) *.
ترى كيف قضى على المنابزات والعصبيات، وحث على الإيمان والأخوة، وفي الآية (12) منها منع بها سوء الظن منبع الخلاف والإحن ومنع التجسس والغيبة، وكيف أصلح حال الأمة في النواحي الاقتصادية من أخذ الصدقات من الأغنياء وإعطائها للفقراء ومثلها في آية الغنائم والخمس والفئ وعدم كنز الأموال ومنع الربا وحلية البيع وتحريم الاعتداء والزنا والخمر والميسر وإسداء