الثاني: عمر بن الخطاب الخليفة الثاني عمر بن الخطاب: جاء للخلافة بعهد من أبي بكر، وقد آخى أبا بكر يوم قامت المؤاخاة بين المسلمين، وأما سابقته قبل الإسلام فليست من السوابق التي يحمد عليها خلقا وثراء وغير ذلك (1) من شجاعة أو فصاحة، ولم يحصل على مكانة إلا بدخوله الإسلام، وصلته بأبي بكر ثم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) من زواج ابنته حفصة إياه.
وأبان إسلامه امتهن البرطشة، وهذه ألهته في الأسواق عن أخذ الكتاب والسنة، وكان في أخرى يبيع الخيط والقرضة في البقيع (2).
لذا نرى سابقة أبي بكر أجل وأرفع من سابقة عمر، وكلاهما كانا مشركين، بيد أن عمر عرف منذ ذلك الحين بغضاضته وقساوته، ولازمته هذه إلى آخر عهده في الإسلام.