وقد وجدنا ما نزل في علي (عليه السلام) من الآيات فيه أكثر من ثلاثمائة آية مدحا، وفيه وفي آل رسول الله نحو من ربع القرآن، ومنها قوله تعالى في سورة التوبة، الآية (119): * (كونوا مع الصادقين) * يعني عليا (عليه السلام)، وقوله تعالى في سورة الدهر، الآيتان (8 و 9): * (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) *.
ولقد وجدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) حينما فتح مكة عنوة وتمكن من قريش ألد أعدائه كيف حررهم، وقال لهم " اذهبوا فأنتم الطلقاء " وقد تملكهم.
ونراه كيف يشيد بمكارم الأخلاق يوم جيئ بأسرى طي، وفيهم ابنة حاتم، وقد عرفها، قال (صلى الله عليه وآله): " أكرموا عزيز قوم ذل "، ثم قال: " إن أباها كان يحب مكارم الأخلاق " وأطلق سبيلها ورد لها إكراما لكرم حاتم ما سلب منها، وعندها آمنت ودعت له بأحسن الدعاء قائلة: أصاب الله ببرك مواضعه ولا جعل لك عند لئيم حاجة ولا سلب نعمة قوم إلا جعل ردها على يديك. (كلام الملوك ملوك الكلام).
وماثلة علي (عليه السلام) يوم فتح البصرة، ومنع جيشه من النهب والسلب والتعرض أكثر مما وصل بيدهم من غنائم الحرب في المعركة في حين أنهم المثيرين للحرب.
بينما نرى معاوية يأمر رجاله بالغارات على المسلمين العزل، والسلب والقتل والفتك، وحتى النساء المسلمات والأطفال المسلمين لم يسلموا منه، ونراه يخص بالقضاء على خيار الأمة ومحبي محمد وآله والصحابة القريبين من المهاجرين والأنصار أمثال حجر بن عدي وعمرو بن الحمق ومحمد بن أبي بكر، وما أمر به من القتل الفجيع على أيدي ولاته وعماله وزيف وبدل وحرف ووضع من الأكاذيب على الله وعلى رسوله، وتلاعب بأموال المسلمين تلك الأموال التي فرضها الله لمستحقيها في آيات الخمس والزكاة والفئ.