كما ثبت في آية المباهلة، سورة آل عمران، الآية (61): * (فمن حاجك... فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) *. فأبناؤنا الحسن والحسين ونساؤنا فاطمة وأنفسنا محمد وعلي.
وأيد ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنها نفس واحدة حين قال: " إن عليا لحمه لحمي ودمه دمي أنا منه وهو مني "، ويوم آخى بينه وبين علي، ويوم قال (صلى الله عليه وآله) " علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي "، ويوم قال: " أنا مدينة العلم وعلي بابها " (1).
ويوم الدار حينما خاطب (صلى الله عليه وآله) عشيرته الأقربين مشيرا إلى علي (عليه السلام) " أنه وصيي ووزيري وخليفتي فاسمعوا له وأطيعوا ".
وأما يوم غدير خم فما أعظمه من يوم جمع من الشهود بين 100 إلى 200 ألف شاهد حينما جمعت له أقطاب الإبل وصعدها، وخطب (صلى الله عليه وآله) المسلمين آخذا بعضد علي (عليه السلام) قائلا: " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ثم رفع طرفه إلى السماء قائلا:
" اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره، واخذل من خذله " وأمر الرجال والنساء بتهنئة علي (عليه السلام) والسلام عليه، والإقرار له بالولاية، فعلي (عليه السلام) نفس محمد (صلى الله عليه وآله) ووصيه وأخوه وخليفته، ومن حضر فقد بايعه، ومن لم يحضر فبأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي قال للحاضرين " الحاضر يبلغ الغائب أن عليا ولي كل مؤمن ومؤمنة "، يعني قائم مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالولاية والوصاية والخلافة ومن نكث فإنما خالف الله ورسوله وحاددهما وطبق الآيات (44 و 45 و 47) من سورة المائدة فإنه كافر وظالم وفاسق، قد شاقق الله، وخالد في ناره.
وإذا عدنا إلى التاريخ وسبرنا ما كان عليه الناس في الجاهلية في الأخلاق والعقائد من الجهل والفقر والشرك والتفرقة والاستهتار واستبداد الأقوياء