(ت 257 ه) في كتابه فتوح مصر وأخبارها، وأبو حنيفة الدينوري ( ت 282 ه) في كتابه الأخبار الطوال والكندي (ت 283 ه) في كتاب الولاة والقضاة، واليعقوبي (ت 292 ه) في تاريخه، والمسعودي (ت 346 ه) في كتبه، وغيرهم من مؤرخي القرن الثالث والرابع الهجريين، فلم يرد عند أحد من هؤلاء في مروياتهم أو في كتب المؤلفين منهم أي ذكر عن ابن سبأ ودوره في الأحداث (1).
قلت: إن إغفال هؤلاء المؤرخين لهذا الرجل الذي كان له هذا الدور الكبير في إحداث الفتنة وفي تغيير وجه التاريخ الإسلامي دليل على أن الرجل مكذوب مختلق في عصر متأخر عن عصر أولئك المؤرخين المذكورين وغيرهم.
الثالث: أن الأحاديث قد تضاربت في بيان شخصية ابن سبأ تضاربا شديدا، فتارة ذكر فيها باسم عبد الله بن سبأ، وتارة باسم ابن السوداء، والذي يظهر من كلام عبد القاهر البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق أنهما رجلان لا رجل واحد، بينما يرى الأكثر أن عبد الله بن سبأ هو ابن السوداء.
كما أن الظاهر مما قاله البلاذري في أنساب الأشراف، والسمعاني في الأنساب، والمقريزي في الخطط والآثار، أن ابن سبأ هو عبد الله بن وهب الراسبي الهمداني الذي كان من رؤساء الخوارج وقتل معهم في معركة النهروان (2).
والمروي في أكثر الأخبار أنه من يهود اليمن (3)، إلا أن عبد القاهر