الصحابي الواحد حتى لو كانت في العقيدة وحتى لو كانت مخالفة لمحكم القرآن وقبلوا لذلك أحاديث النزول والرؤية وهي أحاديث آحاد وأفتوا بأنه يجب قبول رواية فلان وفلان لأن الله تعالى أمر بقبولها، وأوجبوا نفي تعمد الكذب عنه، بل والخطأ والسهو!
وافترضوا أنه لا يوجد لرواية الصحابي رواية صحابي آخر تعارضها!
ثم أنظر كيف هون هذا المثقف من تأثير أحاديث النزول والتشبيه والتجسيم على عوام المسلمين بل وعلمائهم، وكأنه لم يعرف ما سببته من تشويش في عقيدة المسلمين، ومشاكل وصراعات بينهم! وأنها كانت السبب في انتشار روايات اليهود والنصارى والمجوس عن تجسيم الله تعالى، ورواج الأساطير بين المسلمين عن صورة الله تعالى وأوصافه، وأنه ينزل راكبا على حماره، وأنه شاب أمرد أجعد قطط، وصار (عبادهم وزهادهم) يبحثون عنه بين الغلمان أصحاب هذه الصفات، ويروون للناس القصص الكاذبة عن مشاهدتهم إياه ومصافحته ومعانقته...!
إلى آخر هذا البلاء الذي وقف أهل البيت وعائشة ومن معهم من الصحابة في وجه من قدحوا شرارته، وحذروا المسلمين من خطره، وطلبوا منهم رده وتكذيبه!
ثم انظر إلى تسهيله إزالة آثار روايات التجسيم بقوله (وما أهون على البصير أن يغرس في قلب العامي التنزيه والتقديس فهذا القدر يعرف العامي أن ظاهر النزول باطل) ولو كان الأمر كما قال فلماذا عجز العلماء والفلاسفة عن إقناع أهل التشبيه والتجسيم بل استطاعوا أن يغرسوه في أذهان العوام؟!