وأنه عليه السلام كان يرشد في باب النظر والحجاج، ويحث الناس على لقائه ومناظرته. فكيف يتوهم عاقل مع ما ذكرناه على هشام هذا القول بأن ربه سبعة أشبار بشبره؟
وهل ادعاء ذلك عليه رضوان الله عليه مع اختصاصه المعلوم بالصادق عليه السلام وقربه منه، وأخذه عنه إلا قدح في أمر الصادق عليه السلام ونسبة له إلى المشاركة في الإعتقاد الذي نحلوه هشاما. وإلا كيف لم يظهر عنه من التنكير عنه، والتبعيد له ما يستحقه المقدم على هذا الإعتقاد المنكر، والمذهب الشنيع.
فأما حدوث العالم فهو أيضا من حكاياتهم المختلقة وما نعرف للرجل فيه كتابا، ولا حكاه عنه ثقة). انتهى.
وقال في هامشه: قال الشهرستاني في الملل والنحل 1 / 185: (هشام بن الحكم صاحب غور في الأصول لا يجوز أن يغفل عن إلزاماته على المعتزلة، فإن الرجل وراء ما يلزمه على الخصم، ودون ما يظهره من التشبيه، وذلك أنه ألزم العلاف فقال: إنك تقول الباري تعالى عالم بعلم وعلمه ذاته، فيشارك المحدثات في أنه عالم بعلم ويباينها في أن علمه ذاته، فيكون عالما لا كالعالمين، فلم لا تقول: إنه جسم لا كالأجسام وصورة لا كالصور، وله قدر لا كالأقدار). انتهى.
ولكن العجيب أن الشهرستاني بعد وصفه هشاما بما وصفه به من المعرفة نقل عنه القول بإلهية علي عليه السلام، وهو أجل من ينسب إليه مثل هذا القول. انتهى.