والسبب في تظاهره بهذا المعتقد كما عرض علي هو بنفسه ذلك عثوره على كتاب لبعض علماء الهند نقل فيه صاحبه كلاما كثيرا عن ابن تيمية في إثبات الجهة للباري سبحانه وتعالى.
وليكن معلوما أنه يعتقد الفوقية الذاتية له جل ذكره، يعني أن ذاته سبحانه فوق العرش بمعنى ما قابل التحت مع التنزيه، ويخطئ أبا البركات الدردير رضي الله عنه في قوله في خريدته:
منزه عن الحلول والجهة * والاتصال الانفصال والسفه يخطئه في موضعين من البيت: قوله والجهة، وقوله والانفصال.
والشيخ اللقائي في قوله:
ويستحيل ضد ذي الصفات * في حقه كالكون في الجهات وبالجملة هو يخطئ كل من يقول بنفي الجهة مهما كان قدره، ويستدل أيضا بنص كتاب آخر غير الكتاب المتقدم ذكره، وهو تفسير الشيخ الآلوسي المسمى بروح المعاني، عند قوله تعالى (وهو القاهر فوق عباده) مع أن المطلع على عبارة الآلوسي يجده في آخر عبارته ذكر ما يؤخذ منه أنه غير جازم بذلك. ويستدل على ذلك بمثل قوله تعالى (وهو القاهر فوق عباده) (يخافون ربهم من فوقهم) (إليه يصعد الكلم الطيب) وبقوله صلى الله عليه وسلم للجارية التي أراد سيدها عتقها: أين الله؟ فقالت في السماء. مع ما هو معلوم لفضيلتكم من أنها كانت خرساء وأشارت إلى السماء كما هو منصوص، وفي بعض مؤلفات حجة الإسلام الغزالي رضي الله عنه، وقد تعرض لذلك السيد محمد مرتضى في شرحه للإحياء.