طرائف الشام، ثم رمق الراهب بطرفه إلى السماء.
فقال: إلهي وسيدي ومولاي أرني خاتم النبوة، فأرسل الله عز وجل جبرئيل ورفع ثيابه عن ظهره فبان خاتم النبوة بين كتفيه فسطع منه نور ساطع فلما رآه الراهب خر ساجدا هيبة من ذلك النور ثم رفع رأسه.
وقال: هو أنت حقا.
ثم إن حمزة أنشأ يقول:
أنت المظلل بالغمام وقد رأى * الرهبان أنك ذاك وانكشف الخبر ربيت في بحبوح مكة بعدما * وضع الخليل وفاق فخرك من فخر ورضعت في سعد لثدي حليمة * كرما ففاض الثدي نحوك وانحدر قال: فشكره النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتفرق القوم إلى رحالهم وقد كمد أبو جهل غيظا وبقي ميسرة والراهب مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
فقال الراهب: يا سيد البشر فإن الله يوطئ لك رقاب العرب وتملك سائر البلاد وينزل عليك القرآن وتدين لك الأنام ودينك عند الله هو الإسلام وتنكس الأصنام وتمحق الأديان وتخمد النيران وتكسر الصلبان ويبقى ذكرك إلى آخر الزمان.
فأسألك يا سيدي أن تتصدق علينا بالذمام لسائر الرهبان لتأخذ