لدى المسلمين كافة. أما لماذا يرضى الله لرضا فاطمة ويغضب لغضبها، فواضح جدا وذلك أنها طاهرة نقية، معصومة لا تتعامل مع الخطأ في قول ولا فعل وهي التي كانت تقول: " أيها الناس اعلموا أني فاطمة، وأبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
أقول: حقا عودا وبدءا، ولا أقول ما أقول غلطا، ولا أفعل ما أفعل شططا.. " فلا غلط في قولها.. ولا شطط في فعلها على الإطلاق.
* حادثتان تكشفان حقيقة حديث النبي:
والذي يهمني هنا هو ذكر حادثتين اثنتين فقط، لأنهما تسلطان الضوء على الحديث الذي نحن بصدده، إضافة إلى كون الحادثتين اللتين سأذكرهما، تعكسان صورة واضحة وجلية تكشف لنا عن حقيقة حديث مرحبا بأم أبيها.
الحادثة الأولى هي المؤاخاة، فقد آخى النبي بين كل أصحابه لينزع الغل من بعض القلوب، ويجعلهم صفا واحدا في مواجهة العدو، كأنهم بنيان مرصوص.. فقال: هذا أخو هذا، وفلان أخو فلان، حتى لم يبق أحد سوى علي ظل واقفا إلى جوار النبي فأخذ النبي بعضده وقال له: أنت أخي أو قال: " وهذا أخي.. ".. وهنا تجدر الملاحظة بدقة متناهية، حيث أن النبي اختار عليا من دون أصحابه ليكون أخا له دون غيره.
إذن اجعلوا هذه الحادثة، عالقة في أذهانكم ثم تعالوا معي إلى الحادثة الثانية:
وهي لما نزلت آية الحجاب: * (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب) * (1).
قال طلحة: أيريد محمد أن يمنعنا من النظر إلى بنات عمنا، أما والله لئن مات محمد لنتزوجن نساءه، ونجول بين خلاخيلهن...!!...
حقا إنه عجب يثير الهم ويجلب الحزن، أن نسمع مثل هذا الكلام من طلحة وهو من العشرة المبشرين بالجنة (....) ولا أعتقد أن بوابة الجنة سوف تنخلع أمامه ليدخل الجنة من أعرض الأبواب. هذا الذي لا يتورع من إظهار الهوى والغرام لزوجات النبي وهن أمهات المؤمنين. ولم يحفظ حرمة رسول الله. ولكن ما علينا بطلحة، لنتركه يعيش مع غرامه الباطل فإن عذاب جهنم كان غراما. ولنرجع إلى الحادثة الثانية،