القول إن العصمة والطهارة والإرادة التكوينية تخص نساء النبي بدلالة بيت أم سلمة، وإن كان عندنا إنه لا ملازمة فيه فتأمل.
* وفي معرض الكلام حول أم سلمة هناك إشارة لطيفة لمن تمعن فيها وتأمل حيث تظهر من خلال حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعدم قبوله أم سلمة بالدخول تحت الكساء وعدم إعطائها الإذن في ذلك حيث الإشارة تدل على الرسول قال لها إنك على خير ولم يطردها ولم يأذن لها بالدخول تحت الكساء، وهذا فيه دلالة واضحة من خلال استظهار كلمة - إنك على خير - إنها سوف تكون عاقبة أمرها إلى خير وإنك الآن فعلا على خير وإنه سوف يكون مآل حياتك إلى العاقبة الحسنة وهذا بخلاف ما نجده في بعض نساء النبي اللواتي خرجن على إمام زمانهن.
* دخل علي أبي في بعض الأيام فقال... في الحديث أن فاطمة هي الملجأ لأبيها فإذا شعر بضعف أو ألم أسرع إلى فاطمة حيث يجد عندها الراحة والطمأنينة والهدوء لأن النظر إلى فاطمة يمسح الهموم والأحزان من قلب النبي كما كان الإمام علي عليه السلام يقول: إذا نظرت إلى فاطمة انجلت عني الهموم والأحزان... وإلا لماذا لم يذهب النبي إلى إحدى زوجاته علما بأن الرجل يشعر بالسكن لدى زوجته حيث يقول القرآن الكريم (خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)، ويقول الله تعالى: (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن)، فلماذا لم يذهب النبي إلى واحدة من زوجاته وإنما ذهب إلى الزهراء؟ والجواب أن فاطمة كانت أم أبيها... وكان يشعر بالدف ء والراحة عندما يزور الزهراء، بل يتزود بالطاقة والحنين حيث يرى فاطمة عليها السلام ولذلك نجد أن التأريخ الإسلامي يروي لنا أن آخر من يودع النبي في غزواته وسفره هي فاطمة وأول من يمر عليه بعد رجوعه من سفره خارج المدينة هو بيت فاطمة عليها السلام.
* إني أجد في بدني ضعفا فقلت له أعيذك بالله يا أبتاه من الضعف، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا القول ولم يقل أني أجد في روحي ضعفا أو فكري وهذا خلاف ما اتهمه بعض المشركين بأنه شاعر مجنون... إنما هو ضعف بدني أصابه نتيجة الإجهاد والمثابرة على العمل فهو يقول لها: أني لأجد في بدني ضعفا وهي تقول له:
أعيذك بالله