الحديث فإن هذا سوف يكون بحاجة إلى كتاب مستقل في هذا الموضوع وأنما يكون الأمر على ضوء التمعن والتأمل على ضوء المرتكزات القرآنية لدى الإنسان المؤمن.
* فالحديث على كل حال قد رواه المسلمون كافة وبصورة مختلفة وهيئات متعددة ولكن جوهر الحديث واحد: هو أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جمع أهل بيته وألقى عليهم رداء وقال: اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وخاصتي وحامتي لحمهم لحمي ودمهم دمي يؤلمني ما يؤلمهم....
* إن حديث الكساء ذو مصداقية كبيرة من خلال توافقه الكبير مع القرآن الكريم وهذا ما نجده أثناء تطبيق حقائقه التي يدعو إليها سواء العقائدية أو العلمية أو الروحانية أو المادية مع القرآن الكريم ومضمونه وحقائقه وعليه بعد إثبات ذلك - وكما هو مثبوت في محله - فإننا لا بد من الأخذ به والوقوف معه الوقفة الجلية لنستظهر حقائقه المعصومية.
* هناك مسألة قد أثيرت حول هذا الحديث الشريف وهي هل آنئذ هذا الحديث وقضيته والتي كان من مضمونها أن الرسول تغطي بكساء - كانت في بيت أم سلمة كما روى ذلك مجموعة من العامة أم في بيت فاطمة عليها السلام؟
والجواب على ذلك: إن قضية حديث الكساء وماله من الأهمية الكبرى كان في بيت فاطمة عليها السلام وبدلالة الحديث نفسه حيث إننا سلمنا بصحة سند الحديث واستفاضته أيضا فعليه نقول: إن هناك قرينة واضحة ومتصلة لا منفصلة في نفس الحديث تؤكد على كون الحديث كان في بيت فاطمة والقرينة هي إن الحديث يبدأ بقوله على لسان فاطمة عليها السلام عن فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالت دخل علي أبي رسول الله في بعض الأيام....
فقولها عليها السلام دخل علي أبي رسول الله فيه دلالة واضحة على كون دخوله صلى الله عليه وآله وسلم في بيتها لا في بيت أم سلمة أضف إلى ذلك دخول الحسن والحسين وأبيهما الإمام علي عليه السلام في بيت أم سلمة لا معنى له، ثم ما هي الثمرة العملية على هذه المسألة فلربما يقول قائل سواء كان الحديث في بيت أم سلمة أم في بيت فاطمة عليها السلام ما الفائدة في ذلك؟ فنقول إن الفائدة تظهر إنه لو كان في بيت أم سلمة لكان البعض ممن يقول بهذا