يا أبتاه من الضعف أي أنها أعاذت أباها بالله العلي العظيم من الضعف وإن لا يصيبه الضعف لأن العالم كله بحاجة إلى هذه الطاقة الجبارة الخلاقة التي تنضج رحمة وتتفجر خيرا وعطاء.
* يا فاطمة إيتيني بالكساء فغطيني به فأتيته بالكساء اليماني فغطيته به وصرت أنظر إليه وإذا وجهه يتلألأ كأنه البدر في ليلة تمامه وكماله.
والسؤال المطروح حول هذا المضمون من هذه الفقرة: هو لماذا طلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كساء يتغطى به... لماذا لم يطلب شيئا آخر كالطعام أو الشراب؟
لماذا طلب ذلك الكساء؟ وما هي المناسبة التي جعلت وجهة يتلألأ نورا كأنه البدر في ليلة تمامة وكماله؟
إن المناسبة هي تلقي الوحي فهناك عدة شواهد تأريخية تنقل لنا كيفية تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وآل وسلم أثناء تلقيه الوحي، أما لماذا طلب الكساء اليماني فذلك ليجمع أهل بيته ويركز عليهم دون غيرهم، وأنهم المحور الأساس الذي تدور عليه ولاية الله تعالى، وأنهم المرتبطين بشأن نزول الوصي أثناء تغطيتهم بالكساء لتكون آية التطهير النازلة وإرادة السماء فيهم عليهم السلام، إذن فالكساء إنما جاء للعصر... وليس لشئ آخر كما حديث يوم المباهلة حيث إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يخرج معه إلا هؤلاء الذين هم تحت الكساء بالإضافة إلى أنه أراد تأكيد الوصية وصية الغدير.
* إني أشم عندك رائحة طيبة كأنها رائحة جدي رسول....
وحديث الكساء فيه تصوير رائع لجمال أهل البيت وطيبة رائحتهم فإنها رائحة طيبة تعبق الشذى.. وأكثر من ذلك فقد كانت صبات عرق الرسول تتفوح بالعطر كما كان عطر الزهراء ورائحتها عطر الجنة.. والرسول كان يشم فاطمة ويقول كلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة، ريحانة أشمها وتشمني.
* ويظهر الحديث أدب الكلام والمحادثة مع النبي وأدب المعاملة مع أهل البيت بعضهم من بعض في وقوف كل واحد أمام الكساء وطلب الإذن من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم جواب النبي له وهكذا تجري فصول هذا الحديث المقدس وفاطمة ترقبه وتسجله ثم تجيئ به في النهاية لإكمال المشوار.