والحق مع من ذهب إلى القول الثاني - على وفاطمة والحسن والحسين - بدلالة عدة شواهد وقرائن حفت بالآية المباركة سواء كانت قرائن حالية أو مقامية وإليك هذه القرائن.
1 - القرينة الأولى اللام في أهل البيت للعهد وبيان ذلك: إن اللام قد يراد منها الجنس المدخول عليه مثل قوله تعالى إن الإنسان لفي خسر، وقد يراد من اللام الاستغراق مثل قوله تعالى يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم وقد يراد منها باعتبار معهودية مدخولها بين المتكلم والمخاطب، أما الأول والثاني من الأقوال لا يمكن أن نحمل اللام عليهما أما القول الثالث فهو الحق لأن الله تعالى إنما يريد إذهاب الرجس عن أهل بيت معهودين بين المتكلم والمخاطب، فمن هم هؤلاء أهل البيت؟!!
2 - القرينة الثانية على أن المراد من أهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين هو تذكير الضمائر في الآية خلاف الضمائر الأخرى التي وردة في الآية المباركة حيث جاءت مؤنثة مثل وقلن، اتقيتن. فلا تخضعن... الخ.
3 - القرينة الثالثة: - هي أن الإرادة وكما أثبتتها الكتب الكلامية هي الإرادة التكوينية.. إنما يريد الله - لا التشريعية فلا يصح حمل مفهوم أهل البيت على نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ لم يدع أحد من المسلمين كونهن معصومات من الذنب مطهرات من الزلل فلا مناص من تطبيقه على جماعة خاصه من المنتمين إلى البيت النبوي الذين تحقق فيهم تعلقهم بالأسباب والمقتضيات التي تنتهي بصاحبها إلى العصمة ولا ينطبق هذا إلا على الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
وأضف إلى ذلك إلى أن المراد من أهل البيت عليهم السلام هم أصحاب الكساء الخمسة هو وقوف النبي صلى الله عليه وآله وسلم ستة أشهر على باب فاطمة ويناديهم بقوله تعالى - إنما يريد الله... ليوقضهم للصلاة وليؤكد على حرمة أهل هذا البيت عليهم السلام ، وكذلك نزول آية التطهير في بيت فاطمة عليها السلام حيث قالت دخل علي أبي وفيه دلالة على أن حديث الكساء كان في بيت فاطمة عليها السلام خلاف ما يدعيه البعض أن حديث الكساء كان في بيت أم سلمة وكما سيأتينا هذا البحث.