بإسحاق من وراء إسحاق يعقوب قالت يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشئ عجيب، قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت) (1).
وفي قصة موسى عليه السلام أيضا: (فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا أني آنست نارا) (2). فالمستشكل قال: إن الله استعمل هذه اللفظة على لسان ملائكته في زوجة إبراهيم عليه السلام لا غير كما في الآية الأولى الخاصة بالبشرى واستعمل الأهل في زوجة موسى عليه السلام وهي بنت شعيب ما في الآية، إذن فالمستشكل قال إن الأهل تطلق على الزوجة حقيقة، وهذا مردود من عدة جهات:
أولا: تقدم على لسان أهل اللغة أن لفظة أهل تطلق على أخص الناس بالزوج وهم الأولاد.
ثانيا: إن كلامه غير صحيح من كون الأهل تطلق حقيقة على الزوجة ومجازا على الأولاد فنحن نقول له من أين استظهرت هذا، فإذا قلت من آية البشرى وآية موسى فإنه مردود لأنه الإطلاق هنا على كلمة الأهل ليس دليلا على الانحصار - أي انحصار اللفظة على الزوجة فقط..
ثالثا: إن الآية في قصة إبراهيم قالت عليكم أهل البيت ولم تقول الآية المباركة عليك تكون ظاهرة في زوجته فقط كلمة أهل.
أما السؤال المهم في هذا المقام هو هل أن مفهوم ولفظ أهل البيت يطلق على الزوجة أو على الزوجة والأولاد؟ وفيما نحن فيه هل هناك قرائن في آية التطهير أو قبلها أو بعدها تصرف هذا اللفظ خاصة إلى أهل البيت الذين يقصد بهم على وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، أم لا توجد قرائن؟ والجواب على ذلك: إن بعض من وقف مع هذه الآية المباركة ومدلولاتها قال إن المراد من أهل البيت هم أزواجه ونسائه صلى الله عليه وآله وسلم والبعض الآخر قال إن لفظ أهل البيت خاصة يطلق علي بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصهره وولداهما الحسن والحسين عليهم السلام.