إذن كان للنبي العناية الوافرة بتعريف أهل البيت لم ير مثلها إلا في أقل الموارد حيث قام بتعريفهم بطرق مختلفة كما كان المحدثين والمفسرين وأهل السير والتأريخ لهم العناية الكاملة بتعريف أهل البيت عليهم السلام في مواضع مختلفة وحسب المناسبات التي تقتضي طرح هذه المسألة وكذلك الشعراء المخلصين الإسلاميين الذين كان لهم العناية البارزة ببيان فضائل أهل البيت وتعريفهم للناس والتصريح بأسمائهم على وجه يظهر من الجميع اتفاقهم على نزول الآية في حق العترة الطاهرة.
أما الروايات الواردة في بيان من هم أهل البيت عليهم السلام فنروي لك شاهدين الشاهد الأول: ما روي عن أم سلمة أنها قالت: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان في بيتي فاستدعى عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وجللهم بعباءة خيبرية ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة: قلت يا رسول الله أنا من أهل بيتك؟ قال لا: ولكنك إلى خير (1).
أما الشاهد الثاني: ما روي عن أمير المؤمنين علي عليه السلام في احتجاجه على أبي بكر حيث قال له أخبرني عن وقول الله عز وجل إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا أفينا نزلت أو في غيرنا نزلت؟ قال: فيكم: فأخبرني لو أن شاهدين من المسلمين شهدا على فاطمة عليها السلام بفاحشة ما كنت صانعا؟ قال:
كنت أقيم عليها الحد كما أقيم على نساء المسلمين!! قال الإمام عليه السلام كنت إذن عند الله من الكافرين قال: ولم؟ قال: لأنك رددت شهادتها وقبلت شهادة غيرها كنت عند الله من الكافرين قال: فبكى الناس وتفرقوا ودمدموا (2).
وعلى هذا يكون الشاهدين فيهما دلالة على أن فاطمة كانت من أهل بيت العصمة فهي معصومة من الزلل والخطأ والعصمة هنا لها هي العصمة الذاتية وليس الفعلية، ومما يؤكد العصمة فيها كذلك الأقوال والأحاديث الواردة من خلال استقراء كتب الحديث حيث روت لنا هذه الكتب إن الرسول كان دائما يقول: فاطمة بضعة مني