الحديث بعض الشباب الذين كانوا في زمن الإمام عليه السلام ومنهم صندل الذي جاء إليه وقال له: يا أبا عبد الله إن هؤلاء الشباب يجيئونا بأحاديث منكره.
فقال: له جعفر عليه السلام: وما ذاك يا صندل؟
قال: جاء عنك، أنك حدثتهم إن الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها!
قال: فقال جعفر عليه السلام: يا صندل، ألستم رويتم فيما تروون: أن الله تبارك وتعالى يغضب لغضب عبده المؤمن ويرضى لرضاه؟! قال: بلى قال: فما تنكرون أن تكون فاطمة عليها السلام مؤمنة يغضب لغضبها، ويرضى لرضاها؟!.
قال: فقال: الله أعلم حيث يجعل رسالته (1).
ويظهر من هذا الحديث أن مسألة إنكار أحاديث أهل البيت في قضية فاطمة الزهراء وأن رضاها رضا الله ورسوله كانت موجودة من زمن الأئمة عليهم السلام، وكذلك توجد نقطة مهمة ونكتة خافية وهي أن الرسول إنما تحدث بهذه الأحاديث في فاطمة عليها السلام ليؤكد على مسألة مهمة وهو أن فاطمة عليها السلام سوف تظلم وتؤذى من بعده، لذا سوف ترضى عن بعض المسلمين وتغضب على البعض الآخر فلذلك أعطى الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ضابطة كلية في مسألة تقييم بعض الشخصيات في زمن فاطمة عليها السلام ألا وهي ضابطة الرضا والغضب بالنسبة لفاطمة، فكأنما يشير إلى ما سيجري عليها من الظلم من بعده.
إذن تبين لنا من خلال تفسير الآية المباركة (إن الذين يؤذون الله...) وبيان بعض الأحاديث الشريفة حول رضا فاطمة وغضبها وأنها مقرون برضا الله وغضبه، إنها عليها السلام مرتبطة بصميم التوحيد وهنا يرد هذا السؤال المهم في ما نحن فيه ألا وهو ما الثمرة من هذا الارتباط؟ أن بعبارة أخرى ما الفائدة في ارتباط غضب فاطمة ورضاها بالله تعالى؟ والجواب يظهر من خلال متابعة القرآن الكريم والأحاديث التي