في الروايات الشريفة على معرفة شروط هذه المعرفة ومن شروط هذه المعرفة هو القبول عن أهل البيت عليهم السلام في كل ما يقولونه من المعارف الربانية الحقة وفي كل ما يقولونه من الحق فهم حجج الله على الخلق، فالراد عليهم كالراد على الرسول وعلى الله تعالى، هذا البيان يظهر لنا أن معرفة مراتب التوحيد متوقف على المعارف القرآنية التي جاء بها أهل البيت في بيان معنى التوحيد والقبول عنهم في كل شئ يقولون به، فإنه من عرفهم فقد عرف الله تعالى لأنهم هم الأدلاء عليه وعلى مرضاته وكل ما ثبت للأئمة عليهم السلام فهو ثابت للزهراء عليها السلام فهي مشتركة معهم في كونها نورانية وكونها الصراط المستقيم وكذلك كونها الكلمات التي تلقاها آدم عليه السلام لتوبته واشتراكها في المباهلة معهم عليها السلام وأيضا اشتراكها في كونهم الشجرة الطيبة ونزول الملائكة عليهم في ليلة القدر واشتراكها معهم في بدء خلقها معهم قبل خلق آدم وعرض ولايتهم على الأشياء... الخ. والاهم من هذا كله هو كونها عليها السلام الحجة على الأئمة وعلى معرفتها دارت القرون الأولى وما تكاملت نبوة نبي من الأنبياء حتى أقر بفضلها ومحبتها وعلى هذا الأساس تكون كل من يقبل عنها الحق فهو من الموحدين وكل ما صدر منها لا بد من الإيمان به وإلا الراد عليها كالراد على الله ورسوله. وعليه تكون فاطمة عليها السلام مرتبطة بتوحيد الله تعالى ونعني بذلك أنه لا بد من الإيمان بها والتصديق بكل ما صدر منها أنه الحق وأن توحيد أي مسلم أو مؤمن لا يكتمل حتى يقر بفضلها ومحبتها وولايتها، فيكون على هذا الأساس كل من رد عليها ولم يقبل منها الحق فهو مشرك أو منافق فهي إذن لها ارتباط بالأصل الأول من أصول الدين وهو التوحيد وهذا ثابت لها وللأئمة من ولدها عليهم السلام وهذا ما وجدناه في قول الإمام الحسين عليه السلام عندما خرج في واقعة كربلاء حاملا الطفل الرضيع وهو ينادي: هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله؟ هل من موحد يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله في إغاثتنا؟
ومحل الشاهد هو هل من موحد يخاف الله فينا، فالذي يكون موحدا لا بد أن يخاف الله في كل شئ ويقف عند حدوده التي أمرنا بالوقوف عندها، فإنه من ملازمات التوحيد مخافة الله تعالى في عدم أذية الناس وخلق الله تعالى والذي