صادران عن أمره بأمر الله تعالى. يا مفضل خذها فإنه من مخزون العلم ومكنونه لا تخرجه إلا إلى أهله.
فعليه كل الذي يجري في حق أمير المؤمنين يجري في الزهراء عليها السلام لأنهما كل واحد كفو للآخر وأضف إلى ذلك أن هناك الكثير من الروايات تفيد هذا المضمون، وأيضا موجود في الآثار الشريفة أنه لو اجتمع الناس على ولاية علي عليه السلام - أو حبه - لم خلق الله النار، فيكون مضمون هذا الحديث إضافة إلى أحاديث أخرى بهذا المضمون أن أصل يوم العذاب مثلما هو ثابت في ظلامات فاطمة عليها السلام كذلك هو ثابت في حق غصب الخلافة من أمير المؤمنين، والذي نريد القول به من خلال هكذا مبحث أنه الناس منقسمون في قضية الصديقة الشهيدة إلى قسمين إما اشتراكهم في نصرتها وإما اشتراكهم في ظلمها، فمن نصرها فهو من الفائزين برضا الله تعالى لأن نصرتها هو رضا لها ورضاها رضا الله تبارك وتعالى، وإما من لم ينصرها فهو مع الظالمين ومشترك في ظلمهم للصديقة الشهيدة ويكون بالنتيجة خالد في النار.
فكانت ظلاماتها (سلام الله عليها) هي الأصل والأساس الذي جعله الله تعالى في يوم القيامة لورود الظالمين إلى نار جهنم، وكما بينا ذلك من خلال الحديث المتقدم، وكذلك غصب خلافة أمير المؤمنين أيضا هي الأصل ليوم العذاب لأنه كما ورد أنه لو اجتمع الناس على ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لما خلق الله النار، ولكن لما أنه لم يجتمع الناس على ولاية أمير المؤمنين فالنار موجودة ولها وقود من الناس والحجارة أعدت للظالمين ومن ولاهم ونصرهم.