جهة وبمقام النبوة من جهة أخرى، أما كيف يكون هذا الارتباط بالنبوة ومقامها، فنقول: وردت عدة شواهد على هذه المسألة من القرآن الكريم ولكن نكتفي على شاهد قرآني واحد وهو الآية 57 من سورة الأحزاب (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا...) فهذه الآية الشريفة وكما تبين لنا لها ارتباط بمسألة أذى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن نعلم أنه ورد في الحديث الشريف عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت، وكذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم من آذى مؤمنا فقد أذاني، فهذه الأحاديث تثبت مسألة أذى رسول الله ولقد حدثنا التاريخ كيف أن القوم عندما بعث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بمكة كيف آذوه وطردوه من دياره والأكثر من ذلك نجد أن الكثير من النصوص عند العامة والخاصة قد بينت أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد آذوه القوم بعد مماته في ابنته فاطمة عليها السلام تبين وتؤكد على حقيقة ثابتة ولا ينكرها إلا معاند أو منافق وهي أنهم قد أذوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذريته، فكانت الأحاديث المروية عنه تمثل الدعامة العظمى لارتباط أقرب الناس إليه وهي فاطمة الزهراء عليها السلام، ولا نقصد من ارتباط الصديقة الطاهرة عليها السلام به مجرد لأنه والدها كلا بل هناك أمور غيبية قد ذكرت بعض الروايات أسرارها وكما بينا في بعض أحاديثنا كحديث الاقرار بفضل فاطمة جميع الأنبياء وأنه ما تكاملت نبوة نبي حتى أقر بفضلها ومحبتها... مما يدل على ارتباطها بالنبوة العامة كارتباطها بالنبوة الخاصة... وغير ذلك من الأحاديث في هذا المضمار، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إكراما عظيما أكثر مما كان الناس يظنونه وأكثر من إكرام الرجال لبناتهم حتى خرج بها عن حد الآباء للأولاد، فقال بعض الخاص والعام مرارا لا مرة واحدة وفي مقامات مختلفة لا في مقام واحد: إنها سيدة نساء العالمين... وإنها إذا مرت في الموقف نادى مناد من جهة العرش: يا أهل الموقف: غضوا أبصاركم لتعبر فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وهذا من الأحاديث الصحيحة (1). وعليه لا بد من ذكر بعض
(١٤٧)