لا يخاف الله تعالى فهو ليس موحد فالذين ظلموا آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم يكونوا موحدين لأنهم لم يخافوا الله تعالى في خلقه الذين خلقهم قبل كل شئ فما بالك ، فيهم عليه السلام حيث كانوا من الذي استخلصهم واصطفاهم الله تبارك وتعالى على الخلق فيكون من باب الأولوية أنه كل من ظلمهم كان من المشركين وكل من رد عليهم فقد أشرك بالله تعالى من حيث لا يعلم لأن الله تعالى أمر الخلق بالأخذ عنهم والتسليم لهم وأن الراد عليهم راد على الله والراد على الله مشرك وقد أخبر الله تعالى عن حكم من أشرك فيهم حيث يقول الله تعالى في كتابه (ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين). يعني ما وضعوا أصناما ظاهرة يعبدونهم م دون الله ويصلون لهم ولكنهم اتخذوا رجالا م دون ولي الله وحجة الله فأمرهم بخلاف ما أمر الله فأطاعوهم في خلاف أمر الله فعبدوهم من حديث لا يعلمون فرد عليه سبحانه فقال أنظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون، وقال الإمام الصادق عليه السلام حكاية عنهم هيهات فات قوم وماتوا قبل إن يهتدوا وظنوا أنهم آمنوا وأشركوا من حيث لا يعلمون.
إذن لا يعرف الله أحد من الخلق حق معرفته حتى يأتي بالشروط التي تتوقف عليها المعرفة وهذه الشروط كلها معرفتهم عليهم السلام بما فيهم فاطمة الزهراء التي هي قطب الرحى التي تدور عليها معرفة أهل البيت وكما وصفت لك وفسرت فإذا كان كذلك فكيف لا يقبل عنهم أي فرد، وقد قبل عنهم لأنه قبل العلم والمعرفة والتوحيد عنهم ولو لم يقبل لم يعلم ولم يعرف إذ لا يكون ذلك منه غيرهم علهم السلام، وعلى هذا كانت فاطمة عليها السلام من هذه الجهة ومن خلال فقرة الزيارة الجامعة الكبيرة مرتبط بصميم التوحيد وهذا لا يظهر إلا لمن تمعن وتفحص ودقق في مأثورات أهل البيت عليهم السلام فأفهم تغنم إن شاء الله.
أما ثاني الأدلة التي نستطيع من خلالها الورود في مسألة ارتباط فاطمة بصميم التوحيد فهو ما جاءت وتظافرت به الروايات الشريفة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذه الروايات تنقسم فيما نحن فيه إلى أربعة طوائف: