دون وجود مقدمات أولية يقينية عنده بحيث على ضوء هذه المقدمات يحكم بهذا الحكم العقائدي المهم.
أما ما ورد من القرآن الكريم وبيان كيف أن ظلمهم صار الأصل ليوم العذاب فهو على ما جاء في قوله تعالى ﴿إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا﴾ (1) حيث أثبتت هذه الآية المباركة أن كل من تسول نفسه في أذية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو أذية أولياء الله تعالى (حيث قالت الآية يؤذون الله أي أن الله تعالى لا تصل إليه الأذية وإنما تكون الأذية لأولياءه فيتأذى لهم) سوف تكون له اللعنة في الدنيا وهي الطرد من رحمة الله تعالى وفي الآخرة إعداد العذاب الإلهي له وأذية رسول الله لها عدة صور فتارة تكون عبر سبه أجارنا الله تعالى وتارة أخرى عن طريق أذية ذريته وخاصة الصديقة الشهيدة فاطمة عليها السلام، حيث ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: من آذى فاطمة فقد آذاني ومن طلمها فقد ظلمني ... الخ الأحاديث الواردة في أذى الزهراء وغضبها، فلا شك عندئذ يكون كل من ظلمها وآذاها فقد آذى الله تعالى وآذى رسوله تكون النتيجة في ذلك اللعنة على ذلك الظلم والعذاب الأليم والمهين يوم القيامة، وهذا معناه أنه كل من ظلمهم فهو في النار وتكون عندئذ ظلاماتهم الأصل ليوم العذاب في الآخرة.
وأما ما ورد من السنة الشريفة فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا فاطمة إن الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك.
وهذا يعني أن غضب الله تعالى له عدة صور فمرة يكون غضبة تعالى على إنسان معين في الدنيا فيظهر نقمته عليه، ومرة أخرى في الآخرة وهو ما يعبر عنه بيوم العذاب في جهنم، وعليه كل من غضبت عليه الزهراء عليها السلام فهو خالد في النار لا محالة بدليل الحديث فعليه تكون ظلامة الزهراء عليها السلام وأذيتها هو نوع من الأعمال التي تؤدي إلى غضبها وبالنتيجة سوف يكون الظالمين لها في النار فتكون عندئذ ظلامتها الأصل ليوم العذاب، أما لماذا أن رضاها هو رضا الله تعالى وغضبها هو غضب الله تعالى