وعن علي قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في الهجرة أمرني أن أقيم بعده حتى أؤدي ودائع كانت عنده للناس، وإنما كان يسمى الأمين، فأقمت ثلاثا وكنت أظهر، ما تغيبت يوما ثم خرجت فجعلت أتبع طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدمت بني عمرو بن عوف، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقيم، فنزلت على كلثوم بن الهرم، وهنالك منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد بن قاسم ابن الوجيه في " المنهاج السوي - شرح منظومة الهدى النبوي " للحسن بن إسحاق (ص 269 ط دار الحكمة اليمانية - صنعاء) قال:
وكان علي عليه السلام أول من شرى نفسه من الله وفدى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي ذلك يقول:
وقيت بنفسي خير من وطئ الثرا * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر رسول إله خاف أن يمكروا به * فنجاه ذو الطول الإله من المكر وذكر الغزالي في إحياء علوم الدين أن ليلة بات علي عليه السلام على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوحى الله إلى جبريل وميكائيل أني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار كلاهما الحياة واختلفا. فأوحى الله إليهما ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمد، فبات على فراشه ويفديه بنفسه فيؤثره بالحياة، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه، فكان جبريل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجبريل عليه السلام ينادي:
بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة، فأنزل الله تعالى (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله..) [البقرة 2 / 207] الآية.
ومنهم العلامة أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي