ومنها كلام الفاضل المعاصر الهادي حمو في " أضواء على الشيعة " (ص 126 ط دار التركي) قال:
5 - الإمام محمد الباقر (119 ه 731 م):
هو أبو جعفر بن زين العابدين كان عمره ثلاث سنوات يوم قتل الحسين جده. لقب بالباقر لما روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لجابر بن عبد الله الأنصاري: يا جابر إنك ستعيش حتى تدرك رجلا اسمه اسمي يبقر العلم بقرا، فإذا رأيته فاقرأه مني الاسلام.
فهو قد بقر العلم بقرا وأظهر مخباته وأسراره وورث علم النبوة عن آبائه وأجداده فكان مقصد العلماء من كل صقع سواء من الشيعة أو أهل السنة وممن قصده سفيان الثوري محدث مكة، وسفيان بن عيينة، وفقيه بغداد أبو حنيفة، كما روى له جابر الجعفي وزرارة بن أعين وبريد العجلي سدير الصيرفي.
ولم يلق الباقر التضييق الذي لقيه أسلافه من النظام الأموي، ومع ذلك فقد استمر على سيرة أبيه من الإمامة الروحية للشيعة بل قد أمعن فيها لدرجة تقرب الشيعة في الإمامة والولاية والرجعة. وكتب العقائد الشيعية زاخرة بالأقوال المسندة إليه، من ذلك قوله في الإمامة: لا تبقى الأرض يوما واحدا بغير حجة لله على الناس منذ خلق آدم وأسكنه الأرض. وقيل له: أكان علي حجة من الله ورسوله على هذه الأمة في حياة رسول الله؟ فقال: نعم يوم أقامه إلى الناس ونصبه علما ودعاهم إلى ولايته وأمرهم بطاعته. وسئل: أكانت طاعة علي واجبة على الناس في حياة الرسول وبعد وفاته؟ فقال: نعم، ولكنه صمت ولم يتكلم في حياة رسول الله، ومن الأقوال المنسوبة للباقر يظهر الطابع المذهبي الشيعي المغلق كما رووا أنه قال: كل شئ لم يخرج من عند الأئمة فهو باطل إذ ليس عند واحد من الناس حق ولا صواب ولا يقضي أحد بقضاء إلا خرج منا أهل البيت، وإذا تشعبت لهم الأمور كان الخطأ