قال الملك:
وهل أن أبا طالب أسلم؟
قال العلوي:
نعم، هو ثالث المسلمين، فأول من أسلم هو: علي بن أبي طالب، وثاني المسلمين هي: خديجة الكبرى (زوجه الرسول) صلى الله عليه وآله وسلم وثالث المسلمين هو: أبو طالب (1).
(1) قال العلامة أحمد بن زيني دحلان:
وقد نوه أبو طالب بنبوة النبي صلى قبل أن يبعث صلى الله عليه وسلم لأنه ذكر ذلك في الخطبة التي خطب بها حين تزوج صلى الله عليه وسلم بخديجة رضي الله عنها فقال في خطبته تلك:
الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل، وضضئ معد، وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته، وسواس حرمه، وجعل لنا بيتا محجوجا، وحرما آمنا، وجعلنا الحكام على الناس.
إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن برجل إلا رجح شرفا ونبلا، وفضلا وعقلا وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم، وخطر جسيم.
وكان هذا قبل بعثته صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر سنة... فانظر كيف تفرس فيه أبو طالب كل خير قبل بعثته صلى الله عليه وسلم فكان الأمر كما قال وذلك من أقوى الدلائل على إيمانه، وتصديقه بالنبي صلى الله عيه وسلم حين بعثه الله تعالى.
أسنى المطالب: ص 12، 13 طبعة مصر.
ومن غرر مدائح أبي طالب للنبي صلى الله عليه وسلم الدالة على تصديقه إياه قوله:
إذا أجمعت يوما قريش لمفخر * فعبد مناف سرها وصميمها فإن حصلت أنساب عبد منافها * ففي هاشم أشرافها وقديمها وإن فخرت يوما فإن محمدا * هو المصطفى من سرها وكريمها وهذا موافق لقوله صلى الله عليه وسلم: واصطفاني من بني هاشم.
قال البرزنجي:
وهذا نطق بالوحي قبل صدوره من النبي صلى الله عليه وسلم فإنه صلى الله عليه وسلم أخبر فثبت بهذه الأخبار والأشعار أن أبا طالب كان مصدقا بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك كاف في نجاته.
قال القرافي في شرح التنقيح عند قول أبي طالب:
وقد علموا أن ابننا لا مكذب * لدينا ولا يعزى لقول الأباطل إن هذا تصريح باللسان، واعتقاد بالجنان، وإن أبا طالب من آمن بظاهره وباطنه غير أنه ظاهرا لم يذعن للفروع.
(أسنى المطالب ص 28 طبعة مصر).