قال العباسي:
إن أبا بكر رأى المصلحة في ذلك.
قال العلوي:
وهل من المصلحة أن يقتل خالد الأبرياء (1)، ويزني بنسائهم، ثم يبقى بلا عقاب - بل يفوض إليه قيادة الجيش (2) ويقول فيه أبو بكر: إنه (سيف الله).
(١ ٩ قال علي بن برهان الدين الشافعي تحت عنوان:
سرية خالد بن الوليد (رض) إلى جذيمة وفي رواية لما انتهى خالد إلى القوم فتلقوه فقال لهم ما أنتم أي: مسلمون، أم كفار قالوا:
مسلمون قد صلينا وصدقنا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبنينا المساجد في ساحتنا وأذنا فيها وفي لفظ: لم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا فقالوا: صبانا، قال: فما بال السلاح قال: فضعوا السلاح فوضعوا، فقال: استأسروا. فأمر بعضهم فكتف بالتخفيف بعضا وفرقهم في أصحابه فلما كان في السحر نادى منادي خالد من كان معه أسير فليقتله، فقتل بنو سليم من كان معهم، وامتنع المهاجرون والأنصار (رض) وأرسلوا أسراهم. فلما بلغ لا نبي ما فعل خالد - أي فإن رجلا من القوم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما فعل خالد... ثم قام اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ثلاث مرات (إنتهى). السيرة الحلبية: ٣ / ١٩٧ طبعة مصر.
(٢) وقال ابن الأثير تحت عنوان: (ذكر مالك بن نويرة) - في إمارة أبي بكر - ولما قدم خالد البطاح بث السرايا وأمرهم بداعية الإسلام وأن يأتوه بكل من لم يجب وإن امتنع أن يقتلوه، وكان قد أوصاهم أبو بكر أن يؤذنوا إذا نزلوا منزلا، فإن أذن القوم فكفوا عنهم، وإن لم يؤذنوا فاقتلوا، وانهبوا، وإن أجابوكم إلى داعية الإسلام فسائلوهم عن الزكاة، فإن أقروا فاقبلوا منهم، وإن أبو فقاتلوهم.
قال: فجاءته الخيل بمالك بن نويرة في نفر من بني ثعلبة بن يربوع، فاختلفت السرية فيهم، وكان فيهم أبو قتادة، فكان فيمن شهد أنهم قد أذنوا، وأقاموا، وصلوا فلما اختلفوا أمر بهم فحسبوا في ليلة باردة لا يقوم لها شئ، فأمر خالد مناديا فنادى: أدفئوا أسراكم، وهي في لغة كنانة القتل فظن القوم أنه أراد القتل، ولم يرد إلا الدفئ، فقتلوهم، فقتل ضرار بن الأزور مالكا، وسمع خالد الواعية فخرج وقد فرغوا منهم، فقال: إذا أراد الله أصابه.
وتزوج خالد أم تميم امرأة مالك. فقال عمر لأبي بكر: إن سيف خالد فيه رهق، وأكثر عليه في ذلك فقال: [هيه] يا عمر! تأول فأخطأ، فارفع لسانك عن خالد فإني لا أشيم (لا أشتم) سيفا سله الله على الكافرين. الكامل في التاريخ: ٢ / 358 طبعة دار صار بيروت.
وهل تنطبق الآيات الآتية على أبي بكر حيث أنه لم يجرحكم الله عليه خالد؟
قال الله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) المائدة: 44.
وقال تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) المائدة: 45.
وقال: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) المائدة: 47.