قلت: ويقال: إن الزور صنم بعينه كان مرصعا بالجوهر في بلاد الدادر.
وعن أبي عبيدة: الزور: القوة. يقال: ليس لهم زور، أي ليس لهم قوة. وحبل له زور، أي قوة: وهذا (1) وفاق وقع بين لغة العرب والفرس، وصرح الخفاجي في شفاء الغليل بأنه معرب. ونقل عن سيبويه وغيره من الأئمة ذلك، وظن شيخنا أن هذا جاء به المصنف من عنده فتمحل للرد عليه على عادته، وإنما هو نص كلام أبي عبيدة، وناهيك به. ثم إن الذي في اللغة الفارسية إنما هو زور بالضمة الممالة لا الخالصة ولم ينبهوا على ذلك.
والزور: نهر يصب في دجلة.
والزور: الرأي والعقل، يقال: ماله زور زور ولا صيور، بمعنى، أي ماله رأي وعقل يرجع إليه، بالضم عن يعقوب، والفتح عن أبي عبيد. وقال أبو عبيد: وأراه إنما أراد لا زبر له فغيره إذ كتبه.
والزور: التهمة والباطل. وقيل: شهادة الباطل وقول الكذب، ولم يشتق منه (2) تزوير الكلام، ولكنه اشتق من تزوير الصدر، وقد تكرر ذكر شهادة الزور في الحديث، وهي من الكبائر. والزور: جمع الأزور، وهو المائل الزور، ومنه شعر عمر:
* بالخيل عابسة زورا مناكبها * كما يأتي.
والزور: لذة الطعام وطيبه.
والزور: لين الثوب ونقاؤه.
وزور: اسم ملك بنى مدينة شهر زور، ومعناه مدينة زور.
والزور. بالتحريك: الميل، وهو مثل الصعر. وقيل: الزور في غير الكلاب: ميل ما، لا يكون معتدل التربيع، نحو الكركرة واللبدة. وقيل: الزور: عوج الزور، أي وسط الصدر. أو هو إشراف أحد جانبيه على الآخر، وقد زور زورا.
والأزور: من به ذلك. والمائل. يقال: عنق أزور، أي مائل. وكلب أزور: قد استدق جوشن صدره وخرج كلكله كأنه قد عصر جانباه.
وقيل: الزور (3) في الفرس: دخول إحدى الفهدتين وخروج الأخرى.
والأزور: الناظر بمؤخر عينيه (4) لشدته وحدته. أو الأزور: البعير الذي يقبل على شق إذا اشتد السير وإن لم يكن في صدره ميل.
والزور، كهجف: السير الشديد. قال القطامي:
يا ناق خبي خببا زورا * وقلمي (5) منسمك المغبرا وقيل: الزور: الشديد، فلم يخص به شيء دون شيء.
والزور أيضا: البعير الصلب المهيأ للأسفار. يقال: ناقة زورة أسفار، أي مهيأة للأسفار معدة. ويقال فيها ازورار من نشاطها. وقال بشير ابن النكث:
عجل لها سقاتها يا ابن الأغر * وأعلق الحبل بذيال زور والزوار والزيار، بالواو والياء ككتاب: كل شيء كان صلاحا لشيء وعصمة، وهو مجاز. قال ابن الرقاع:
كانوا زوارا لأهل الشام قد علموا * لما رأوا فيهم جورا وطغيانا قال ابن الأعرابي: زوار وزيار: عصمة، كزيار الدابة.
والزوار والزيار: حبل يجعل بين التصدير والحقب يشد من التصدير إلى خلف الكركرة حتى يثبت لئلا يصيب الحقب الثيل فيحتبس بوله، قاله أبو عمرو.