والخمر، بالتحريك: ما واراك من شجر وغيره، كالجبل وغيره. يقال: توارى الصيد عني في خمر الوادي. وخمره: ما واراه من جرف أو حبل من حبال الرمل أو غيره. ومنه حديث سهل بن حنيف " انطلقت أنا وفلان نلتمس الخمر ". وفي حديث أبي قتادة " فابغنا مكانا خمرا "، أي ساترا يتكاثف شجره. وفي حديث الدجال " حتى تنتهوا (1) إلى جبل الخمر ". قال ابن الأثير: هكذا يروى (2). يعني الشجر الملتف، وفسر في الحديث أنه جبل بالقدس، لكثرة شجره. وفي حديث سلمان أنه كتب إلى أبي الدرداء رضي الله عنهما. " يا أخي إن بعدت الدار من الدار فإن الروح من الروح قريب، وطير السماء على أرفه خمر الأرض يقع ". الأرفه: الأخصب. يريد أن وطنه أرفق به وأرفه له، فلا يفارقه. وكان أبو الدرداء كتب إليه يدعوه إلى الأرض المقدسة.
وقد خمر عني، كفرح، يخمر خمرا، أي خفي وتوارى. وأخمر (3) القوم: تواروا بالخمر. ويقال للرجل إذا ختل صاحبه: هو " يدب له الضراء ويمشي له الخمر ".
ويقال: أخمرته الأرض عني ومني وعلي: وارته وسترته.
والخمر: جماعة الناس وكثرتهم كخمرتهم، بفتح فسكون، وخمارهم بالفتح ويضم لغة في غمار الناس وغمارهم. يقال: دخلت في خمرتهم وغمرتهم، أي في جماعتهم وكثرتهم.
والخمر: التغير عم كان عليه، ومنه المثل: " ما شم جمارك " كما سيأتي قريبا.
والخمر: أن تخرز ناحية، وفي بعض النسخ (4): ناحيتا أديم، المزادة، وهو موافق لما في الأمهات، وتعلى بخرز آخر (5)، نقله الصاغاني.
والخمر ككتف: المكان الكثير الخمر، على النسب، حكاه ابن الأعرابي، وأنشد لضباب بن واقد الطهوي:
وجر المخاض عثانينها * إذا بركت بالمكان الخمر والخمرة، بالضم: ما خمر فيه (6). الطيب والعجين، كالخمير والخميرة، وخمرة العجين: ما يجعل فيه من الخميرة: وعن الكسائي: يقال: خمرت العجين وفطرته، وهي الخمرة التي تجعل في العجين يسميها الناس الخمير، وكذلك خمرة النبيذ والطيب. وخبز خمير، وخبزة خمير، عن اللحياني كلاهما بغير هاء. الخمرة: عكر النبيذ ودرديه. ويقال: صلى فلان على الخمرة، وهي حصيرة صغيرة تنسج من السعف، أي سعف النخل وترمل (7) بالخيوط.
وقال الزجاج: سميت خمرة لأنها تستر الوجه (8) من الأرض وقال غيره: سميت لأن خيوطها مستورة بسعفها.، وقد تكرر ذكرها في الحديث، وهكذا فسرت.
والخمرة: الورس. وأشياء من الطيب تطلى بها (7) أي بتلك الأشياء. وفي بعض الأصول: به، أي بالورس، أي بالمجموع منه مع غيره - المرأة لتحسن وجهها. وفي الأمهات اللغوية (9): تطلي به المرأة وجهها، وقد تخمرت، وهي لغة في الغمرة.
والخمرة: ما خامرك، أي خالطك من الريح، كالخمرة، محركة، الأخيرة عن أبي زيد، قيل الخمرة: الرائحة الطيبة، يقال وجدت خمرة الطيب، أي ريحه، ويثلث، الكسر عن كراع.
والخمرة: ألم الخمر (10)، ويوجد في بعض النسخ: ألم الحمى، وهو غلط، وقيل: خمرة الخمر: ما يصيبك من صداعها وأذاها، جمعه خمر. قال الشاعر.
وقد أصابت حميها مقاتله * فلم تكد تنجلي عن قلبه الخمر