والحشرات: ثمار البر، كالصمغ وغيره.
والحشرة أيضا، أي بالتحريك: القشرة التي تلي الحب، ج الحشر، قاله أبو حنيفة. وروى ابن شميل عن أبي الخطاب (1) قال: الحبة عليها قشرتان، فالتي تلي الحبة الحشرة، قال: وأهل اليمن يسمون اليوم النخالة الحشر، والأصل فيه ما ذكرت، والتي فوق الحشرة القصرة. في الحديث: (2) " لم أسمع لحشرة الأرض تحريما ". قيل: الصيد كله حشرة، سواء تصاغر أو تعاظم، أو الحشرة: ما تعاظم منه، هكذا في سائر النسخ، وهو يقتضي أن يكون الضمير راجعا للصيد وليس كذلك، والذي صرح به في التهذيب والمحكم أن الحشرة كل ما أكل من بقل الأرض، كالدعاع والفث، فليتأمل.
والحشر، محركة: النخالة، بلغة أهل اليمن، كما تقدمت الإشارة إليه.
والحشر، بضمتين، في القشرة، لغية.
والحشورة من الخيل، وكذلك من الناس، كما صرح به الإمام أبو الطيب اللغوي: المنتفخ الجنبين (3) وفرس حشور.
والحشورة: العجوز المتظرفة البخيلة، والحشورة أيضا: المرأة البطينة، وكذلك من الرجال، يقال: رجل حشور وحشورة. قال الراجز:
* حشورة الجنبين معطاء القفا * والحشورة: الدواب الملززة الخلق الشديدته، الواحد حشور كجرول. ورجل حشور: ضخم عظيم البطن، وذكره الإمام أبو الطيب في كتابه وعده من الأضداد وكأن المصنف لم ير بين الضخامة وعظم البطن وتلزز الخلق ضدية، فليتأمل.
ووطب حشر، ككتف: بين الصغير والكبير، عن ابن دريد (4). وقال غيره: هو الوسخ، وذكره الجوهري بالجيم.
* ومما يستدرك عليه:
الحشر: السوق إلى جهة. ويوم الحشر: يوم القيامة. وسورة الحشر معروفة، وهما مجازان.
والحشر: الخروج مع النفير إذا عم. ومنهم من فسر به الحديث الذي تقدم " انقطعت الهجرة إلا من ثلاث " إلى آخره. والحشر، الموت. قال الأزهري: في تفسير قول الله تعالى: (وإذا الوحوش حشرت) (5) قال بعضهم: حشرها: موتها في الدنيا. وقرأت في كتاب الأضداد لأبي الطيب اللغوي ما نصه: وزعموا أن الحشر أيضا الموت. أخبرنا جعفر بن محمد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الأزدي، أخبرنا أبو حاتم عن أبي زيد الأنصاري، أخبرنا قيس ابن الربيع عن سعيد بن مسروق عن عكرمة عن ابن عباس في قول الله عز وجل: (وإذا الوحوش حشرت) قال: حشرها: موتها، انتهى.
قلت: وقول أكثر المفسرين تحشر الوحوش كلها وسائر الدواب حتى الذباب للقصاص، ورووا في ذلك حديثا. وقال بعضهم: المعنيان متقاربان، لأنه كله كفت وجمع.
وفي التهذيب: والمحشرة، في لغة اليمن: ما بقي في الأرض وما فيها من نبات بعد ما يحصد الزرع، فربما ظهر من تحته نبات أخضر، فذلك المحشرة. يقال: أرسلوا دوابهم في المحشرة.
والحشار: عمال العشور والجزية، وفي حديث وفد ثقيف " اشترطوا أن لا يعشروا ولا يحشروا " أي لا يندبون إلى المغازي ولا تضرب عليهم البعوث. وقيل: لا يحشرون إلى عامل الزكاة ليأخذها في أماكنهم.
وأرض المحشر: أرض الشام. ومنه الحديث " [نار] (6) تطرد الناس إلى محشرهم " أي الشام.