العباد) (1) الحسرة: أشد الندم حتى يبقى النادم كالحسير من الدواب الذي لا منفعة فيه.
وحسر البعير كضرب وفرح، حسرا وحسورا وحسرا: أعيا من السير وكل وتعب، كاستحسر، استفعال من الحسر وهو العياء والتعب. وقال الله تعالى: (ولا يستحسرون) (2). وفي الحديث: " ادعوا الله ولا تستحسروا " أي لا تملوا. فهو حسير. الذكر والأنثى سواء، ج حسري مثل قتيل وقتلى. وفي الحديث " الحسير لا يعقر "، أي لا يجوز للغازي إذا حسرت دابته وأعيت أن يعقرها مخافة أن يأخذها العدو، ولكن يسيبها.
والحسير: فرس عبد الله بن حيان بن مرة، وهو ابن المتمطر، نقله الصاغاني.
والحسير: البعير المعيى الذي كل من كثرة السير.
ومن المجاز، يقال: فلان كريم المحسر، كمجلس، أي كريم المخبر، وتفتح سينه، وهذه عن الصاغاني. وبه فسر قول أبي كبير الهذلي:
أرقت فما أدري أسقم ما بها * أم من فراق أخ كريم المحسر (4) ضبط بالوجهين، قيل: المحسر هنا: الوجه، وقيل: الطبيعة.
وقال الأزهري: والمحاسر من المرأة المعاري، ذكره في ترجمة " عري ".
والمحسر، كمعظم: المؤذي المحقر. وفي الحديث: " يخرج في آخر الزمان رجل يسمى أمير العصب. قال بعضهم: يسمى أمير الغضب أصحابه محسرون محقرون عن أبواب السلطان ومجالس الملوك، يأتونه من كل أوب كأنهم قزع الخريف يورثهم الله مشارق الأرض ومغاربها ". قوله: محسرون محقرون، أي مؤذون محمولون على الحسرة أو مطرودون متعبون، من حسر الدابة، إذا أتعبها.
والحسار، كسحاب: عشبة (5) تشبه الجزر، نقله الأزهري (6) عن بعض تشبه الجزر، نقله الأزهري عن بعض الرواة، أو تشبه الحرف، أي الخزدل في نباته وطعمه. ينبت حبالا على الأرض. نقله الأزهري عن بعض أعراب كلب. وقال أبو حنيفة عن أبي زياد: الحسار: عشبة خضراء تسطح على الأرض وتأكلها الماشية أكلا شديدا. قال الشاعر يصف حمارا وأتنه:
يأكلن من بهمي ومن حسار * ونفلا ليس بذي آثار يقول: هذا المكان قفر ليس به آثار من الناس ولا المواشي.
وقال غيره: الحسار: نبات ينبت في القيعان والجلد، وله سنبل [وهو من دق المريق] (7) وقفه خير من رطبه، وهو يستقل عن الأرض شيئا قليلا، يشبه الزباد إلا أنه أضخم منه ورقا. وقال الليث: الحسار: ضرب من النبات يسلح الإبل.
وفي التهذيب: الحسار من العشب ينبت في الرياض، الواحدة حسارة.
والمحسرة: المكنسة وزنا ومعنى.
والحاسر، خلاف الدارع، وهو من لا مغفر له ولا درع ولا بيضة على رأسه.
قال الأعشى:
في فيلق جأواء ملمومة * تقذف الدارع والحاسر أو الحاسر: من لا جنة له، والجمع حسر. وقد جمع بعض الشعراء حسرا على حسرين. أنشد ابن الأعرابي.
بشهباء تنفي الحسرين كأنها * إذا ما بدت قرن من الشمس طالع