ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى * وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي 1 - 10.
على أن لام الجحود ليست بمعنى (كي)، ولا بمعنى (أن)، و (حتى) للغاية ليست بمعنى (أن)، فكيف تحملان في النصب على ما ليستا بمعناه.
وقال الكسائي من بين الكوفيين: إن (حتى) ليست في كلام العرب حرف جر، وإن الجر الذي بعدها في نحو: (حتى مطلع الفجر 2)، بتقدير حرف الجر، أي (إلي) بعدها، أي: حتى انتهى إلى مطلع الفجر، فلا يرد عليه الاعتراض في حتى، بأن عوامل الأسماء لا تعمل في الأفعال، كما ورد على سائر الكوفية، بل يرد عليه: أنها غير مختصة بقبيل، لكن في مذهبه بعد، لأن حذف الجار وبقاء عمله، في غاية القلة، فكيف اطرد بعد (حتى)، وأيضا، كيف اطرد حذف الفعل بعدها مع انجرار الاسم.
وعند الجرمي 3: أن الفاء، والواو، وأو، ناصبة بنفسها.
وقال الفراء: الأفعال بعد هذه الأحرف منتصبة على الخلاف، أي أن المعطوف بها صار مخالفا للمعطوف عليه في المعني فخالفه في الاعراب، كما انتصب الاسم الذي بعد الواو في المفعول معه، لما خالف ما قبله، وإنما حصل التخالف ههنا بينهما، لأنه طرأ على الفاء معنى السببية، وعلى الواو معنى الجمعية، وعلى (أو) معنى النهاية أو الاستثناء 4.
وقولهم في نحو: لا تأكل السمك وتشرب اللبن، انه نصب على الصرف بمعنى قولهم: نصب على الخلاف، سواء.
وكذا زعموا أن انتصاب الظرف في نحو: زيد عندك: على الخلاف، كما مضى في باب المبتدأ، والظاهر من مذهبه أنه جعل الخلاف أمرا معنويا ناصبا ، كما أن الابتداء ،