بعد زمان الاخبار، وجب النصب، وكذا يجب النصب إن لم يقصد، لا حصوله في أحد الأزمنة ولا عدم حصوله فيها بل قصد كونه مترقبا مستقبلا وقت الشروع في مضمون الفعل المتقدم، سواء حصل في أحد الأزمنة الثلاثة أو عرض مانع من حصوله.
ومع النصب يجوز أن تكون (حتى) بمعنى (كي) وبمعنى (إلى)، فنحو: سرت حتى تغيب الشمس، متعين لمعنى الانتهاء، ونحو: أسلمت حتى أدخل الجنة، متعين لمعنى السببية، ونحو: سرت حتى أدخلها، محتمل لهما.
ولا يجوز عطف المرفوع على المنصوب، ولا العكس، إلا مع إعادة ( حتى) نحو:
سرت حتى أدخلها وحتى تغرب الشمس.
قال الجزولي 1، ونعم ما قال، إذا كانت (حتى) بمعنى (كي)، لم تدخل على صريح الاسم، بخلاف ما إذا كانت للانتهاء نحو: (حتى مطلع الفجر 2 )، بل وجب دخولها 3 على المضارع، كما أن (كي) التي بمعناها، لا تدخل، من الأسماء، إلا على لفظة واحدة، وهي (ما) الاستفهامية، نحو: كيمه، على خلاف فيها أيضا.
وقال الأندلسي 4: لم يثبت (حتى) بمعنى (كي) بل لا تأتي إلا للانتهاء وأول نحو قولهم: كلمته حتى يأمر لي بشئ: بأن معناه: كلمته، أو: أكلمه حتى يأمر لي بشئ، أي إلى أن يأمر، فجوز صريح الاسم في موضع كل مضارع منصوب بعد حتى، نحو: كلمته حتى أمره لي بشئ لأنه بمعنى (إلى).
وما ذكره تكلف، لا يتمشى له في نحو: أسلمت حتى أدخل الجنة.
قوله: (كانت حرف ابتداء)، أي حرف استئناف، أي ما بعدها كلام مستأنف، لا يتعلق من حيث الأعراب بما قبلها، كما تعلق المنصوب، لأن حتى، المنصوب ما بعدها .