يجئ التشبيه المفيد لمعنى النفي ملحقا بالنفي، أي منصوب الجواب، نحو: كأنك وال علينا فتشتمنا، أي: لست بوال، أما إن قصدت بالتشبيه الحقيقة لا النفي فلا يجوز ذلك.
وذكر سيبويه 1: حسبته شتمني فأثب عليه، أي: لو شتمني لو ثبت عليه.
وقد تضمر (أن) الناصبة بعد الواو، والفاء، الواقعتين إما بعد الشرط قبل الجزاء، نحو: أن تأتني فتكرمني أو تكرمني، آتك، أو بعد الشرط والجزاء نحو : أن تأتني آتك فأكرمك أو أكرمك، وذلك لمشابهة الشرط في الأول، والجزاء في الثاني ، للنفي، إذ الجزاء مشروط وجوده بوجود الشرط، ووجود الشرط مفروض، فكلاهما غير موصوفين بالوجود حقيقة، وعليه حمل قوله تعالى: (ان يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد..) إلى قوله: (ويعلم) 2، على قراءة النصب 3.
وقد جاء بعد الحصر بإنما نحو: إنما يجئني فيكرمني زيد، لما قلنا في ( حتى) إن فيه معنى التحقير القريب من النفي 4، وأما بعد الحضر بالا نحو: ما قام إلا زيد فتحسن إليه، فلا يجوز اتفاقا، لأنه بعد إثبات صريح، بلى، إن لم يرجع الضمير الذي عمل فيه ما بعد الفاء بواسطة أو غير واسطة، إلى المستثنى المثبت، بل إلى شئ في حيز النفي، نحو: ما قام أحد إلا هند فأحسن إليه أو فأكرمه، والضمير لأحد، جاز، لأن المعنى:
ما قام أحد فأحسن إليه إلا هند، على أن ذلك قبيح، لأن قولك: فأحسن إليه متعلق بما قبل (إلا) وقد تقدم في باب الفاعل، أن متعلق ما قبلها لا يقع بعد المستثنى عند البصرية، إلا الأشياء المعدودة هناك 5.
وقد جاء ما بعد الفاء منصوبا، في ضرورة الشعر، فيما ليس فيه معنى النفي أصلا، كقوله:
،