الواقع بعد (إن)، لأنه نوع عموم أيضا، والشرط بعد هذه الأسماء أيضا، كالشرط بعد (إن) في احتمال الوجود والعدم، وأيضا، فإنهم سلكوا طريق الاختصار، بتضمين هذه الكلمات العامة معنى (إن)، إذ كان يطول عليهم الكلام لو قالوا في من ضربت ضربت: إن ضربت زيدا، وإن ضربت بكرا، ضربت، إلى ما لا يتناهى، وكذا، ما، ومتى، وسائر أخواتهما، ويجوز اتصال (ما) الزائدة، بإن، وأي، وأيان، ومتى، وأما في: حيثما ، وإذما، فكافة، كما ذكرنا، العامل في الشرط والجزاء 1 وقد اختلف في العامل في الشرط والجزاء، قال السيرافي: إن العامل فيهما كلمة الشرط، لاقتضائها الفعلين اقتضاء واحدا، وربطها الجملتين:
إحداهما بالأخرى حتى صارتا كالواحدة، فهي 2 كالابتداء العامل في الجزأين 3، وكظننت، وإن، وأخواتهما، عملت في الجزأين لاقتضائها لهما، وذهب الخليل، والمبرد، إلى أن كلمة الشرط تعمل في الشرط، وهما معا تعملان في الجزاء، لارتباطهما، وحرف الشرط ضعيف لا يقدر على عملين مختلفين، وهذا كما قيل: إن الابتداء والمبتدأ يعملان في الخبر، وأجيب عن ضعف الحرفين عن عملين بأن ذلك يجوز إذا اقتضى شيئين كإن وأخواتها، و (ما) و (لا).
.